ظهور طائفة من الشيعة بمصر
في سنة أربع وثمانين وخمسمائة ثار بالقاهرة جماعة من الشيعة ، عدتهم اثنا عشر رجلا ، ليلا ونادوا بشعار العلويين : يالعلي ، يالعلي ، وسلكوا الدروب ينادون ، ظنا منهم أن رعية البلد يلبون دعوتهم . ويخرجون معهم ، فيعيدون الدولة العلوية ، ويخرجون بعض من بالقصر محبوسا منهم ، ويملكون البلد فلم يلتفت أحد منهم إليهم ، ولا أعارهم سمعه .
فلما رأوا ذلك تفرقوا خائفين ، فأخذوا ، وكتب بذلك إلى صلاح الدين ، فأهمه أمرهم وأزعجه . فدخل عليه القاضي الفاضل ، فأخبره الخبر فقال القاضي الفاضل : ينبغي أن تفرح بذلك ولا تحزن ولا تهتم ، حيث علمت من بواطن رعيتك المحبة لك والنصح ، وترك الميل إلى عدوك ولو وضعت جماعة يفعلون مثل هذه الحالة لنعلم بواطن أصحابك ورعيتك ، وخسرت الأموال الجليلة عليهم . لكان قليلا فسري عنه .
ورجع إلى قوله ، ولهذا أرسله إلى مصر ; ليكون له عينا وعونا معينا . وكان هذا القاضي الفاضل صاحب دولة صلاح الدين ، وأكبر من بها .