ذكر عدة حوادث
في سنة سبع وثمانين وخمسمائة في رمضان ، وكان سبب قدومه أن والده عز الدين قلج أرسلان فرق مملكته على أولاده ، وأعطى ولده هذا ملطية ، وأعطى ولده قطب الدين ملك شاه سيواس . قدم معز الدين قيصر شاه بن قلج أرسلان ، صاحب بلاد الروم ، على صلاح الدين
فاستولى قطب الدين على أبيه ، وحجر عليه ، وأزال حكمه ، وألزمه أن يأخذ ملطية من أخيه هذا ويسلمها إليه ، فخاف معز الدين ، فسار إلى صلاح الدين ملتجئا إليه ، معتضدا به ، فأكرمه صلاح الدين ، وزوجه بابنة أخيه الملك العادل ، فامتنع قطب الدين من قصده ، وعاد معز الدين إلى ملطية في ذي القعدة .
وحدثني من أثق به قال : رأيت صلاح الدين وقد ركب ليودع معز الدين هذا ، فترجل له معز الدين ، وترجل صلاح الدين ، وودعه راجلا ، فلما أراد الركوب عضده معز الدين هذا ، وأركبه ، وسوى ثيابه علاء الدين خرمشاه بن عز الدين ، صاحب الموصل ، قال : فعجبت من ذلك ، وقلت ما تبالي يا ابن أيوب أي موتة تموت ؟ يركبك ملك سلجوقي ، وابن أتابك زنكي . وفي هذه السنة فيما ذكره العماد الكاتب تولى القاضي محيي الدين محمد بن الزكي قضاء دمشق . وفيها حتى انتزع طوقا من فضة كان على دائرة الحجر الأسود ، كان قد لم شعثه حين ضربه ذلك القرمطي بالدبوس فلما بلغ السلطان خبره من الحجيج حين رجعوا عزله ، وولى أخاه مكثرا ونقض القلعة التي كان بناها أخوه على جبل أبي قبيس وأقام داود بنخلة حتى توفي بها سنة تسع وثمانين . عدا أمير مكة داود بن عيسى بن فليتة بن قاسم بن محمد بن أبي هاشم الحسني فأخذ أموال الكعبة