وممن توفي في سنة سبع وثمانين وخمسمائة من الأعيان :
الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب وكان عزيزا على عمه الملك الناصر صلاح الدين استنابه بمصر وغيرها من البلاد ثم أقطعه حماة ومدنا كثيرة معها حولها ومن بلاد الجزيرة وكان مع عمه السلطان على عكا ثم استأذنه في الإشراف على بلاده المجاورة للفرات فلما صار إليها اشتغل بها ، وامتدت عينه إلى أخذ غيرها من أيدي الملوك المجاورين لها فقاتلهم فاتفق موته وهو في ذلك والسلطان الناصر صلاح متغضب عليه بسبب اشتغاله بذلك عنه وحملت جنازته حتى دفنت بحماة وله مدرسة هناك هائلة ، وكذلك له بدمشق مدرسة مشهورة وعليها أوقاف كثيرة مبرورة وقام بالملك بعده ولده المنصور ناصر الدين محمد فأقره الملك صلاح الدين على ذلك بعد جهد جهيد ووعد ووعيد ، ولولا السلطان الملك العادل أبو بكر تشفع فيه لما استقر في مكان أبيه ولكن الله سلم ، وكانت وفاة تقي الدين يوم الجمعة تاسع عشر رمضان من هذه السنة وكان شجاعا باسلا وهماما فاتكا كريما كاملا رحمه الله تعالى الأمير حسام الدين محمد بن عمر بن لاجين الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب
الأمير حسام الدين محمد بن عمر بن لاجين
أمه ست الشام بنت أيوب واقفة الشاميتين بدمشق وفي ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان أيضا تفجع السلطان بابن أخيه وابن أخته في ليلة واحدة ، وقد كانا من أكبر الأعوان وأعز الإخوان ، ودفن حسام الدين في التربة الحسامية وهي التي أنشأتها أمه بمحلة العوينة وهي الشامية البرانية .
الأمير علم الدين سليمان بن جندر الحلبي وفيها توفي
الأمير علم الدين سليمان بن جندر الحلبي
كان من أكابر الأمراء في الدولة الصلاحية ، وفي خدمة السلطان حيث كان هو الذى أشار على السلطان بتخريب عسقلان واتفق مرضه بالقدس ، فاستأذن في أن يمرض بدمشق فأذن له فسار حتى وصل إلى غباغب فمات بها في أواخر ذي الحجة . الصفي بن الفائض وفي رجب توفي الأمير الكبير نائب دمشق حرسها الله تعالى . :
الصفي بن الفائض
وكان من أكبر أصحاب السلطان قبل الملك ثم استنابه على دمشق حتى توفي بها في هذه السنة رحمه الله
أسعد بن المطران وفي ربيع الأول توفي : الطبيب الماهر الحاذق أسعد بن المطران
وقد شرف بالإسلام وشكره على طبه الخاص والعام رحمه الله
الشيخ نجم الدين الخبوشاني الشيخ نجم الدين الخبوشاني
الذي بنى تربة الشافعي بمصر بأمر السلطان صلاح الدين ، ووقف عليها الأوقاف السنية وولاه تدريسها ونظرها وقد كان السلطان يحترمه ويكرمه وقد ذكرته في " طبقات الشافعية " وما صنفه في المذهب من " شرح الوسيط " وغيره ولما توفي الخبوشاني طلب التدريس جماعة فشفع الملك العادل عند أخيه لشيخ الشيوخ أبي الحسن محمد بن حمويه فولاه إياها ، ثم عزله عنها بعد موت السلطان واستمرت عليها أيدي بني السلطان واحدا بعد واحد ثم خلصت بعد ذلك وعادت إليها الفقهاء والمدرسون ، والله تعالى أعلم بالصواب