الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ثم أرسل السلطان الملك الظاهر جيشا هائلا إلى بلاد سيس ، فجاسوا خلال الديار وفتحوا سيس عنوة ، وأسروا ابن ملكها وقتلوا أخاه ، ونهبوها وقتلوا أهلها ، وأخذوا بثأر الإسلام وأهله منهم; وذلك أنهم كانوا أضر شيء على المسلمين زمن التتار ، لما أخذوا مدينة حلب وغيرها أسروا من نساء المسلمين وأطفالهم خلقا كثيرا وجما غفيرا ، ثم كانوا بعد ذلك يغيرون على بلاد المسلمين في زمن هولاكو ، فكبته الله وأهانه على يدي أنصار الإسلام ، ولله الحمد والمنة كثيرا دائما ، وكانت النصرة عليهم في يوم الثلاثاء العشرين من ذي القعدة من هذه السنة ، وجاءت الأخبار بذلك إلى البلاد وضربت البشائر .

            وفي الخامس والعشرين من ذي الحجة دخل السلطان الملك الظاهر دمشق المحروسة وبين يديه ابن صاحب سيس وجماعة من ملوك الأرمن أسارى أذلاء صغرة والعساكر صحبته ، وكان يوما مشهودا . ثم سار إلى الديار المصرية مؤيدا منصورا مسرورا محبورا ولله الحمد ، وطلب صاحب سيس أن يفادي ولده من السلطان فقال : لا نفاديه إلا بأسير لنا عند التتار يقال له : سنقر الأشقر . فذهب صاحب سيس إلى ملك التتر ، فتذلل وتخضع له ، حتى أطلق له سنقر الأشقر فأطلق السلطان ابن صاحب سيس .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية