ومن باب الإشارة في الآيات: واتبعوا أي اليهود، وهي القوى الروحانية ما تتلو الشياطين وهم من الإنس المتمردون الأشرار، ومن الجن الأوهام والتخيلات المحجوبة عن نور الروح المتمردة عن طاعة القلب العاصية لأمر العقل والشرع، والنفوس الأرضية المظلمة القوية على عهد ملك
سليمان الروح الذي هو خليفة الله تعالى في أرضه، وما كفر
سليمان بملاحظة السوى واتباع الهوى وإسناد التأثير إلى الأغيار، ولكن الشياطين كفروا وستروا مؤثرية الله تعالى وظهوره الذي محا ظلمة العدم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102يعلمون الناس السحر والشبه الصادة عن السير والسلوك إلى ملك الملوك،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وما أنزل على الملكين وهما العقل النظري والعقل العملي النازلان من سماء القدس إلى أرض الطبيعة المنكوسان في بئرها لتوجههما إليها باستجذاب النفس إياهما ببابل الصدر المعذبان بضيق المكان بين أبخرة حب الجاه ومواد الغضب وأدخنة نيران الشهوات المبتليان بأنواع المتخيلات والموهومات الباطلة من الحيل والشعوذة والطلسمات، والنيرنجات،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وما يعلمان من أحد حتى يقولا له إنما نحن امتحان وابتلاء من الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102فلا تكفر وذلك لقوة النورية وبقية الملكوتية فيهما، فإن العقل دائما ينبه صاحبه إذا صحا عن سكرته، وهب من نومته عن الكفر والاحتجاب،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين القلب والنفس، أو بين الروح والنفس، بتكدير القلب،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102ويتعلمون ما يضرهم بزيادة الاحتجاب وغلبة هوى النفس، ولا ينفعهم كسائر العلوم في رفع الحجاب، وتخلية النفس وتزكيتها،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102ولقد علموا لمن اشتراه ما له في مقام الفناء والرجوع إلى الحق سبحانه من نصيب لإقباله على العالم السفلي، وبعده عن العالم العلوي بتكدر جوهر قلبه، وانهماكه برؤية الأغيار، ولو أنهم آمنوا برؤية الأفعال من الله تعالى واتقوا الشرك بإثبات ما سواه لأثيبوا بمثوبة من عند الله تعالى دائمة، ولرجعوا إليه، وذلك خير لهم لو كانوا من ذوي العلم والعرفان والبصيرة والإيقان.
وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ: وَاتَّبَعُوا أَيِ الْيَهُودُ، وَهِيَ الْقُوَى الرُّوحَانِيَّةُ مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ وَهُمْ مِنَ الْإِنْسِ الْمُتَمَرِّدُونَ الْأَشْرَارُ، وَمِنَ الْجِنِّ الْأَوْهَامُ وَالتَّخَيُّلَاتُ الْمَحْجُوبَةُ عَنْ نُورِ الرُّوحِ الْمُتَمَرِّدَةِ عَنْ طَاعَةِ الْقَلْبِ الْعَاصِيَةِ لِأَمْرِ الْعَقْلِ وَالشَّرْعِ، وَالنُّفُوسُ الْأَرْضِيَّةُ الْمُظْلِمَةُ الْقَوِيَّةُ عَلَى عَهْدِ مُلْكِ
سُلَيْمَانَ الرُّوحُ الَّذِي هُوَ خَلِيفَةُ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَرْضِهِ، وَمَا كَفَرَ
سُلَيْمَانُ بِمُلَاحَظَةِ السِّوَى وَاتِّبَاعِ الْهَوَى وَإِسْنَادِ التَّأْثِيرِ إِلَى الْأَغْيَارِ، وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا وَسَتَرُوا مُؤْثَرِيَّةَ اللَّهِ تَعَالَى وَظُهُورَهُ الَّذِي مَحَا ظُلْمَةَ الْعَدَمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَالشُّبَهَ الصَّادَّةَ عَنِ السَّيْرِ وَالسُّلُوكِ إِلَى مَلِكِ الْمُلُوكِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ وَهُمَا الْعَقْلُ النَّظَرِيُّ وَالْعَقْلُ الْعَمَلِيُّ النَّازِلَانِ مِنْ سَمَاءِ الْقُدْسِ إِلَى أَرْضِ الطَّبِيعَةِ الْمَنْكُوسَانِ فِي بِئْرِهَا لِتَوَجُّهِهِمَا إِلَيْهَا بِاسْتِجْذَابِ النَّفْسِ إِيَّاهُمَا بِبَابِلَ الصَّدْرِ الْمُعَذَّبَانِ بِضِيقِ الْمَكَانِ بَيْنَ أَبْخِرَةِ حُبِّ الْجَاهِ وَمَوَادِّ الْغَضَبِ وَأَدْخِنَةِ نِيرَانِ الشَّهَوَاتِ الْمُبْتَلَيَانِ بِأَنْوَاعِ الْمُتَخَيَّلَاتِ وَالْمَوْهُومَاتِ الْبَاطِلَةِ مِنَ الْحِيَلِ وَالشَّعْوَذَةِ وَالطَّلْسَمَاتِ، وَالنَّيْرِنْجَاتِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا لَهُ إِنَّمَا نَحْنُ امْتِحَانٌ وَابْتِلَاءٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102فَلا تَكْفُرْ وَذَلِكَ لِقُوَّةِ النُّورِيَّةِ وَبَقِيَّةِ الْمَلَكُوتِيَّةِ فِيهِمَا، فَإِنَّ الْعَقْلَ دَائِمًا يُنَبِّهُ صَاحِبَهُ إِذَا صَحَا عَنْ سَكْرَتِهِ، وَهَبَّ مِنْ نَوْمَتِهِ عَنِ الْكُفْرِ وَالِاحْتِجَابِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْقَلْبِ وَالنَّفْسِ، أَوْ بَيْنَ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ، بِتَكْدِيرِ الْقَلْبِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ بِزِيَادَةِ الِاحْتِجَابِ وَغَلَبَةِ هَوَى النَّفْسِ، وَلَا يَنْفَعُهُمْ كَسَائِرِ الْعُلُومِ فِي رَفْعِ الْحِجَابِ، وَتَخْلِيَةِ النَّفْسِ وَتَزْكِيَتِهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي مَقَامِ الْفَنَاءِ وَالرُّجُوعِ إِلَى الْحَقِّ سُبْحَانَهُ مِنْ نَصِيبٍ لِإِقْبَالِهِ عَلَى الْعَالَمِ السُّفْلِيِّ، وَبُعْدِهِ عَنِ الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ بِتَكَدُّرِ جَوْهَرِ قَلْبِهِ، وَانْهِمَاكِهِ بِرُؤْيَةِ الْأَغْيَارِ، وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِرُؤْيَةِ الْأَفْعَالِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَاتَّقَوُا الشِّرْكَ بِإِثْبَاتِ مَا سِوَاهُ لَأُثِيبُوا بِمَثُوبَةٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى دَائِمَةٍ، وَلَرَجَعُوا إِلَيْهِ، وَذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا مِنْ ذَوِي الْعِلْمِ وَالْعِرْفَانِ وَالْبَصِيرَةِ وَالْإِيقَانِ.