يا أيها النبي قل لمن في أيديكم أي في ملكتكم واستيلائكم كأن أيديكم قابضة عليهم من الأسرى الذين أخذتم منهم الفداء ، وقرأ ، أبو عمرو من ( الأسارى ) ، وأبو جعفر إن يعلم الله في قلوبكم خيرا إيمانا وتصديقا كما قال ابن عباس يؤتكم خيرا مما أخذ منكم من الفداء .
والآية على ما في رواية ، ابن سعد نزلت في جميع أسارى وابن عساكر بدر وكان فداء منهم أربعين أوقية وفداء سائرهم عشرين أوقية ، وعن العباس محمد بن سيرين أنه كان فداؤهم مائة أوقية والأوقية أربعون درهما وستة دنانير .
وجاء في رواية أنها نزلت في رضي الله تعالى عنه ، وقد روي عنه أنه قال : العباس نوفل بن الحارث ، وعقيل بن أبي طالب وحليفك عتبة بن عمرو فقلت : ما ذاك عندي يا رسول الله ، قال عليه الصلاة والسلام : فأين الذي دفنت أنت فقلت لها : إني لا أدري ما يصيبني في [ ص: 37 ] وجهي هذا فإن حدث بي حدث فهو لك وأم الفضل؟ ولعبد الله وعبيد الله وقثم فقلت : وما يدريك: فقال صلى الله تعالى عليه وسلم : أخبرني ربي فعند ذلك قال : أشهد أنك صادق وأن لا إله إلا الله وأنك رسول الله إنه لم يطلع على ذلك أحد إلا الله تعالى ولقد دفعته إليها في سواد الليل العباس " وروي عنه رضي الله تعالى عنه أنه قال بعد حين : أبدلني الله خيرا من ذلك لي الآن عشرون عبدا إن أدناهم ليضرب في عشرين ألفا وأعطاني زمزم وما أحب أن لي بها جميع أموال أهل كنت مسلما لكن استكرهوني فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : " إن يكن ما تذكر حقا فالله تعالى يجزيك، فإما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك وابني أخويك مكة وأنا أنتظر المغفرة من ربكم بتأويل ما في قوله تعالى : ويغفر لكم والله غفور رحيم فإنه وعد بالمغفرة مؤكد بالاعتراض التذييلي ، وروي أنه قدم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مال البحرين ثمانون ألفا فتوضأ صلى الله تعالى عليه وسلم وما صلى حتى فرقه وأمر أن يأخذ منه، فأخذ ما قدر على حمله ، وكان رضي الله تعالى عنه يقول : هذا خير مما أخذ مني وأرجو المغفرة العباس ، والظاهر أن الآية عامة لسائر الأسارى على ما يقتضيه صيغة الجمع ، ولا يأبى ذلك رواية أنها نزلت في لما قالوا من أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . العباس
وقرأ ( يثبكم خيرا ) الأعمش والحسن وشيبة ( مما أخذ منكم ) على البناء للفاعل .