أين المفر ولا مفر لهارب وله البسيطان الثرى والماء
ومن باب الإشارة: أن المشرق عبارة عن عالم النور والظهور، وهو جنة النصارى وقبلتهم بالحقيقة باطنه، والمغرب عالم الأسرار، والخفاء، وهو جنة اليهود وقبلتهم بالحقيقة باطنه، أو المشرق عبارة عن إشراقه سبحانه على القلوب بظهور أنواره فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة الشهود، والمغرب عبارة عن الغروب بتستره، واحتجابه، واختفائه بصفة جلاله حالة البقاء بعد الفناء، ولله تعالى كل ذلك، فأي جهة يتوجه المرء من الظاهر والباطن، فثم وجه الله، المتحلي بجميع الصفات، المتجلي بما شاء، منزها عن الجهات، وقد قال قائل القوم :وما الوجه إلا واحد غير أنه إذا أنت عددت المرايا تعدد