nindex.php?page=treesubj&link=28662_30525_30549_30558_32533_34091_34104_34131_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أفمن هو قائم أي رقيب ومهيمن
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33على كل نفس كائنة ما كانت
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33بما كسبت فعلت من خير أو شر لا يخفى عليه شيء من ذلك ولا يفوته ما يستحقه كل من الجزاء وهو الله تعالى شأنه وما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك من أن المراد بذلك الملائكة الموكلون ببني
آدم فمما لا يكاد يعرج عليه هنا و ( من ) مبتدأ والخبر محذوف أي كمن ليس كذلك ونظيره قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه وحسن حذفه المقابلة وقد جاء مثبتا كثيرا كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أفمن يخلق كمن لا يخلق وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إلى غير ذلك والهمزة للاستفهام الإنكاري وإدخال الفاء قيل : لتوجيه الإنكار إلى توهم المماثلة في ما علم مما فعل سبحانه بالمستهزئين من الإملاء والأخذ ومن
[ ص: 160 ] كون الأمر كله له سبحانه وكون هداية الناس جميعا منوطة بمشيئته جل وعلا ومن تواتر القوارع على الكفرة حتى يأتي وعده تعالى كأنه قيل : الأمر كذلك فمن هذا شأنه كما ليس في عداد الأشياء حتى يشركوه به فالإنكار متوجه إلى ترتب المعطوف أعني توهم المماثلة على المعطوف عليه المقدر أعني كون الأمر كما ذكر لا إلى المعطوفين جميعا وفي الكشف أنه ضمن هذا التعقيب الترقي في الإنكار يعني لا عجب من إنكارهم لآياتك الباهرة مع ظهورها إنما العجب كل العجب جعلهم القادر على إنزالها المجازي لهم على إعراضهم عن تدبر معانيها وأمثالها بقوارع تترى واحدة غب أخرى يشاهدونها رأي عين تترامى بهم إلى دار البوار وأهوالها كمن لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا فضلا عمن اتخذه ربا يرجو منه دفعا أو جلبا وزعم بعضهم أن الفاء للتعقيب الذكري أي بعد ما ذكر أقول هذا الأمر وليس بذاك
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33وجعلوا لله شركاء جملة مستأنفة وفيها دلالة على الخبر المحذوف وجوز أن تكون معطوفة على
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33كسبت على تقدير أن تكون ( ما ) مصدرية لا موصولة والعائد محذوف ولا يلزم اجتماع الأمرين حتى يخص كل نفس بالمشركين وأبعد من قال : إنها عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=32استهزئ وجوز أن تكون حالية على معنى أفمن هذه صفاته كمن ليس كذلك وقد جعلوا له شركاء لا شريكا واحدا وقال صاحب حل العقد : المعنى على الحالية أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت موجود والحال أنهم جعلوا له شركاء وهذا نظير قولك : أجواد يعطي الناس ويغنيهم موجود ويحرم مثلي ومنهم من أجاز العطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت كمن ليس كذلك لأن الاستفهام الإنكاري بمعنى النفي فهي خبرية معنى وقدر آخرون الخبر لم يوحدوه وجعل العطف عليه أي أفمن هذا شأنه لم يوحدوه وجعلوا له شركاء وظاهر كلامهم اختصاص العطف على الخبر بهذا التقدير دون تقدير كمن ليس كذلك قال
البدر الدماميني : ولم يظهر وجه الاختصاص ووجه ذلك
الفاضل الشمني بأن حصول المناسبة بين المعطوف والمعطوف عليه التي هي شرط قبول العطف بالواو إنما هو على التقدير الأخير دون التقدير الأول .
ويدل على الاشتراط قول أهل المعاني : زيد يكتب ويشعر مقبول دون يعطي ويشعر وتعقبه
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب بأنه من قلة التدبر فإن مرادهم أنه على التقدير الأول يكون الاستفهام إنكاريا بمعنى لم يكن نفيا للتشابه على طريق الإنكار فلو عطف جعلهم شركاء عليه يقتضي أنه لم يكن وليس بصحيح وعلى التقدير الأخير الاستفهام توبيخي والإنكار فيه بمعنى لم كان وعدم التوحيد وجعل الشركاء واقع موبخ عليه منكر فيظهر العطف على الخبر وأما ما ذكر من حديث التناسب فغفلة لأن المناسبة بين تشبيه الله سبحانه بغيره والشرك تامة وعلى الوجه الأخير عدم التوحيد عين الإشراك فليس محلا للعطف عند أهل المعاني على ما ذكره فهو محتاج إلى توجيه آخر .
واختار بعض المحققين التقدير الأول وفي ذلك الحذف تعظيم للقالة وتحقير لمن زن بتلك الحالة وفي العدول عن صريح الاسم في
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أفمن هو قائم تفخيم فخيم بواسطة الإبهام المضمر في إيراده موصولا مع تحقيق أن القيام كائن وهم محققون وفي وضع الاسم الجليل موضع المضمر الراجع إلى ( من ) تنصيص على
nindex.php?page=treesubj&link=28663وحدانيته تعالى ذاتا واسما وتنبيه على
nindex.php?page=treesubj&link=28657اختصاصه باستحقاق العبادة مع ما فيه من البيان بعد الإبهام ولعل توجيه الوضع المذكور مما لا يختص به تقدير دون تقدير وخصه بعضهم فيما يحتاج عليه إلى ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33قل سموهم تبكيت
[ ص: 161 ] إثر تبكيت أي سموهم من هم وماذا أسماؤهم وفي البحر أن المعنى أنهم ليسوا ممن يذكر ويسمى إنما يذكر ويسمى من ينفع ويضر وهذا مثل أن يذكر لك أن شخصا يوقر ويعظم وهو عندك لا يستحق ذلك فتقول لذاكره : سمه حتى أبين لك زيفه وأنه بمعزل عن استحقاق ذلك وقريب منه ما قيل : إن ذلك إنما يقال في الشيء المستحقر الذي يبلغ في الحقارة إلى أن لا يذكر ولا يوضع له اسم فيقال سمه على معنى أنه أخس من أن يذكر ويسمى ولكن إن شئت أن تضع له اسما فافعل فكأنه قيل : سموهم بالآلهة على التهديد والمعنى سواء سميتموهم بذلك أم لم تسموهم به فإنهم في الحقارة بحيث لا يستحقون أن يلتفت إليهم عاقل وقيل : إن التهديد هنا نظير التهديد لمن نهي عن شرب الخمر ثم قيل له : سم الخمر بعد هذا وهو خلاف الظاهر وقيل : المعنى اذكروا صفاتهم وانظروا هل فيها ما يستحقون به العبادة ويستأهلون الشركة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أم تنبئونه أي بل أتخبرون الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33بما لا يعلم في الأرض أي بشركاء مستحقين للعبادة لا يعلمهم سبحانه وتعالى والمراد نفيها بنفي لازمها على طريق الكناية لأنه سبحانه إذا كان لا يعلمها وهو الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء فهي لا حقيقة لها أصلا وتخصيص الأرض بالذكر لأن المشركين إنما زعموا أنه سبحانه له شركاء فيها والضمير المستقر في
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33يعلم على هذا التفسير لله تعالى والعائد على ( ما ) محذوف كما أشرنا إلى ذلك .
وجوز أن يكون العائد ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33يعلم والمعنى أتنبئون الله تعالى بشركة الأصنام التي لا تتصف بعلم البتة وذكر نفي العلم في الأرض لأن الأرض مقر الأصنام فإذا انتفى علمها في المقر التي هي فيه فانتفاؤه في السماوات العلى أحرى وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ( أتنبئونه ) بالتخفيف من الإنباء
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أم بظاهر من القول أي بل أتسمونهم شركاء بظاهر من القول من غير معنى متحقق في نفس الأمر كتسمية الزنجي كافورا كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=30ذلك قولهم بأفواههم وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة أن الظاهر من القول الباطل منه وأنشدوا من ذلك قوله : .
أعيرتنا ألبانها ولحومها وذلك عار يا ابن ريطة ظاهر
ويطلق الظاهر على الزائل كما في قوله : .
وعيرها الواشون أني أحبها وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
ومن أراد ذلك هنا فقد تكلف وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13980الجبائي أن المراد من ظاهر من القول ظاهر كتاب أنزله الله تعالى وسمى به الأصنام آلهة حقة وحاصل الآية نفي الدليل العقلي والدليل السمعي على حقية عبادتها واتخاذها آلهة وجوز أن تكون ( أم ) متصلة والانقطاع هو الظاهر ولا يخفى ما في الآية من الاحتجاج والأساليب العجيبة ما ينادي بلسان طلق ذلق أنه ليس من كلام البشر كما نص على ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وبين ذلك صاحب الكشف بأنه لما كان قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أفمن هو قائم كافيا في هدم قاعدة الإشراك للتفرع السابق والتحقق بالوصف اللاحق مع ما ضمن من زيادات النكت وكان إبطالا من طرف الحق وذيل بإبطاله من طرف النقيض على معنى وليتهم إذ أشركوا بمن لا يجوز أن يشرك به أشركوا من يتوهم فيه أدنى توهم وروعي فيه أنه لا أسماء للشركاء فضلا عن المسمى على الكناية الإيمائية ثم بولغ فيه بأنه لا يستأهل السؤال عن حالها بظهور فسادها وسلك فيه مسلك الكناية التلويحية من نفي العلم بنفي المعلوم ثم منه بعدم الاستئهال والهمزة المضمنة فيها تدل على التوبيخ وتقرير
[ ص: 162 ] أنهم يريدون أن ينبئوا عالم السر والخفيات بما لا يعلمه وهذا محال على محال وفي جعله اتخاذهم شركاء ومجادلتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتة سرية بل نكت سرية ثم أضرب عن ذلك وقيل : قد بين الشمس لذي عينين وما تلك التسمية إلا بظاهر من القول من غير أن يكون تحته طائل وما هو إلا مجرد صوت فارغ حق لمن تأمل فيه حق التأمل أن يعترف بأنه كلام مصون عن التعمل صادر عن خالق القوى والقدر تتضاءل عن بلوغ طرف من أسراره أفهام البشر .
وقد ذيل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري كلامه بقوله : فتبارك الله أحسن الخالقين وهي كما في الانتصاف كلمة حق أريد بها باطل يدندن بها من هو عن حلية الإنصاف عاطل هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33بل زين للذين كفروا إضراب عن الاحتجاج عليهم ووضع الموصول موضع المضمر ذما لهم وتسجيلا عليهم بالكفر كأنه قيل : دع هذا فإنه لا فائدة فيه لأنهم زين لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33مكرهم كيدهم للاستلام بشركهم أو تمويههم الأباطيل فتكلفوا إيقاعها في الخيال من غير حقيقة ثم بعد ذلك ظنوها شيئا لتماديهم في الضلال وعلى هذا المراد مكرهم بأنفسهم وعلى الأول مكرهم بغيرهم وإضافة مكر إلى ضميرهم من إضافة المصدر إلى الفاعل وجوز على الثاني أن يكون مضافا إلى المفعول وفيه بعد .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ( بل زين ) على البناء للفاعل و ( مكرهم ) بالنصب ( وصدوا عن السبيل ) أي سبيل الحق فتعريفه للعهد أو ما عداه كأنه غير سبيل وفاعل الصد إما مكرهم ونحوه أو الله تعالى بختمه على قلوبهم أو الشيطان بإغوائه لهم والاحتمالان الأخيران جاريان في فاعل التزيين وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر ( وصدوا ) على البناء للفاعل وهو كالأول من صده صدا فالمفعول محذوف أي صدوا الناس عن الإيمان ويجوز أن يكون من صد صدودا فلا مفعول وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب ( وصدوا ) بكسر الصاد وقال بعضهم : إنه قرأ كذلك في المؤمن والكسر هنا
لابن يعمر والفعل على ذلك مجهول نقلت فيه حركة العين إلى الفاء إجراء له مجرى الأجوف وقرأ
ابن أبي إسحاق ( وصد ) بالتنوين عطفا على مكرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33ومن يضلل الله أي يخلق فيه الضلال لسوء استعداده
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33فما له من هاد . (33) . يوفقه للهدى ويوصله إلى ما فيه نجاته
nindex.php?page=treesubj&link=28662_30525_30549_30558_32533_34091_34104_34131_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ أَيْ رَقِيبٌ وَمُهَيْمِنٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33عَلَى كُلِّ نَفْسٍ كَائِنَةٍ مَا كَانَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33بِمَا كَسَبَتْ فَعَلَتْ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ وَلَا يَفُوتُهُ مَا يَسْتَحِقُّهُ كُلٌّ مِنَ الْجَزَاءِ وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى شَأْنُهُ وَمَا حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14979الْقُرْطُبِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ مِنْ أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِبَنِي
آدَمَ فَمِمَّا لَا يَكَادُ يُعَرَّجُ عَلَيْهِ هُنَا وَ ( مَنْ ) مُبْتَدَأٌ وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ أَيْ كَمَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ وَحَسَّنَ حَذْفَهُ الْمُقَابَلَةُ وَقَدْ جَاءَ مُثْبَتًا كَثِيرًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَالْهَمْزَةُ لِلِاسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارِيِّ وَإِدْخَالُ الْفَاءِ قِيلَ : لِتَوْجِيهِ الْإِنْكَارِ إِلَى تَوَهُّمِ الْمُمَاثَلَةِ فِي مَا عُلِمَ مِمَّا فَعَلَ سُبْحَانَهُ بِالْمُسْتَهْزِئِينَ مِنَ الْإِمْلَاءِ وَالْأَخْذِ وَمِنْ
[ ص: 160 ] كَوْنِ الْأَمْرِ كُلِّهِ لَهُ سُبْحَانَهُ وَكَوْنِ هِدَايَةِ النَّاسِ جَمِيعًا مَنُوطَةً بِمَشِيئَتِهِ جَلَّ وَعَلَا وَمِنْ تَوَاتُرِ الْقَوَارِعِ عَلَى الْكَفَرَةِ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُهُ تَعَالَى كَأَنَّهُ قِيلَ : الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَمَنْ هَذَا شَأْنُهُ كَمَا لَيْسَ فِي عِدَادِ الْأَشْيَاءِ حَتَّى يُشْرِكُوهُ بِهِ فَالْإِنْكَارُ مُتَوَجِّهٌ إِلَى تَرَتُّبِ الْمَعْطُوفِ أَعْنِي تَوَهُّمَ الْمُمَاثَلَةِ عَلَى الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ الْمُقَدَّرِ أَعْنِي كَوْنَ الْأَمْرِ كَمَا ذُكِرَ لَا إِلَى الْمَعْطُوفِينَ جَمِيعًا وَفِي الْكَشْفِ أَنَّهُ ضِمْنَ هَذَا التَّعْقِيبِ التَّرَقِّي فِي الْإِنْكَارِ يَعْنِي لَا عَجَبَ مِنْ إِنْكَارِهِمْ لِآيَاتِكَ الْبَاهِرَةِ مَعَ ظُهُورِهَا إِنَّمَا الْعَجَبُ كُلَّ الْعَجَبِ جَعْلُهُمُ الْقَادِرَ عَلَى إِنْزَالِهَا الْمُجَازِيَ لَهُمْ عَلَى إِعْرَاضِهِمْ عَنْ تَدَبُّرِ مَعَانِيهَا وَأَمْثَالِهَا بِقَوَارِعَ تَتْرَى وَاحِدَةٌ غِبَّ أُخْرَى يُشَاهِدُونَهَا رَأْيَ عَيْنٍ تَتَرَامَى بِهِمْ إِلَى دَارِ الْبَوَارِ وَأَهْوَالِهَا كَمَنْ لَا يَمْلِكَ لِنَفْسِهِ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا فَضْلًا عَمَّنِ اتَّخَذَهُ رَبًّا يَرْجُو مِنْهُ دَفْعًا أَوْ جَلْبًا وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْفَاءَ لِلتَّعْقِيبِ الذِّكْرِيِّ أَيْ بَعْدَ مَا ذُكِرَ أَقُولُ هَذَا الْأَمْرُ وَلَيْسَ بِذَاكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ وَفِيهَا دَلَالَةٌ عَلَى الْخَبَرِ الْمَحْذُوفِ وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ مَعْطُوفَةً عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33كَسَبَتْ عَلَى تَقْدِيرِ أَنْ تَكُونَ ( مَا ) مَصْدَرِيَّةً لَا مَوْصُولَةً وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ وَلَا يَلْزَمُ اجْتِمَاعُ الْأَمْرَيْنِ حَتَّى يَخُصَّ كُلَّ نَفْسٍ بِالْمُشْرِكِينَ وَأَبْعَدَ مَنْ قَالَ : إِنَّهَا عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=32اسْتُهْزِئَ وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ حَالِيَّةً عَلَى مَعْنَى أَفَمَنْ هَذِهِ صِفَاتُهُ كَمَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ وَقَدْ جَعَلُوا لَهُ شُرَكَاءَ لَا شَرِيكًا وَاحِدًا وَقَالَ صَاحِبُ حَلِّ الْعَقْدِ : الْمَعْنَى عَلَى الْحَالِيَّةِ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ مَوْجُودٌ وَالْحَالُ أَنَّهُمْ جَعَلُوا لَهُ شُرَكَاءَ وَهَذَا نَظِيرُ قَوْلِكَ : أَجَوَادٌ يُعْطِي النَّاسَ وَيُغْنِيهِمْ مَوْجُودٌ وَيُحْرَمُ مِثْلِي وَمِنْهُمْ مَنْ أَجَازَ الْعَطْفَ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ كَمَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ لِأَنَّ الِاسْتِفْهَامَ الْإِنْكَارِيَّ بِمَعْنَى النَّفْيِ فَهِيَ خَبَرِيَّةٌ مَعْنًى وَقَدَّرَ آخَرُونَ الْخَبَرَ لَمْ يُوَحِّدُوهُ وَجُعِلَ الْعَطْفُ عَلَيْهِ أَيْ أَفَمَنْ هَذَا شَأْنُهُ لَمْ يُوَحِّدُوهُ وَجَعَلُوا لَهُ شُرَكَاءَ وَظَاهِرُ كَلَامِهِمُ اخْتِصَاصُ الْعَطْفِ عَلَى الْخَبَرِ بِهَذَا التَّقْدِيرِ دُونَ تَقْدِيرِ كَمَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ قَالَ
الْبَدْرُ الدَّمَامِينِيُّ : وَلَمْ يَظْهَرْ وَجْهُ الِاخْتِصَاصِ وَوَجَّهَ ذَلِكَ
الْفَاضِلُ الشَّمْنِيُّ بِأَنَّ حُصُولَ الْمُنَاسَبَةِ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ الَّتِي هِيَ شَرْطُ قَبُولِ الْعَطْفِ بِالْوَاوِ إِنَّمَا هُوَ عَلَى التَّقْدِيرِ الْأَخِيرِ دُونَ التَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ .
وَيَدُلُّ عَلَى الِاشْتِرَاطِ قَوْلُ أَهْلِ الْمَعَانِي : زَيْدٌ يَكْتُبُ وَيُشْعِرُ مَقْبُولٌ دُونَ يُعْطِي وَيُشْعِرُ وَتَعَقَّبَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشِّهَابُ بِأَنَّهُ مِنْ قِلَّةِ التَّدَبُّرِ فَإِنَّ مُرَادَهُمْ أَنَّهُ عَلَى التَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ يَكُونُ الِاسْتِفْهَامُ إِنْكَارِيًّا بِمَعْنَى لَمْ يَكُنْ نَفْيًا لِلتَّشَابُهِ عَلَى طَرِيقِ الْإِنْكَارِ فَلَوْ عُطِفَ جَعَلَهُمْ شُرَكَاءَ عَلَيْهِ يَقْتَضِي أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ وَعَلَى التَّقْدِيرِ الْأَخِيرِ الِاسْتِفْهَامُ تَوْبِيخِيٌّ وَالْإِنْكَارُ فِيهِ بِمَعْنَى لِمَ كَانَ وَعَدَمُ التَّوْحِيدِ وَجَعْلُ الشُّرَكَاءِ وَاقِعٌ مُوَبَّخٌ عَلَيْهِ مُنْكَرٌ فَيَظْهَرُ الْعَطْفُ عَلَى الْخَبَرِ وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنْ حَدِيثِ التَّنَاسُبِ فَغَفْلَةٌ لِأَنَّ الْمُنَاسَبَةَ بَيْنَ تَشْبِيهِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِغَيْرِهِ وَالشِّرْكِ تَامَّةٌ وَعَلَى الْوَجْهِ الْأَخِيرِ عَدَمُ التَّوْحِيدِ عَيْنُ الْإِشْرَاكِ فَلَيْسَ مَحَلًّا لِلْعَطْفِ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعَانِي عَلَى مَا ذَكَرَهُ فَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى تَوْجِيهٍ آخَرَ .
وَاخْتَارَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ التَّقْدِيرَ الْأَوَّلَ وَفِي ذَلِكَ الْحَذْفِ تَعْظِيمٌ لِلْقَالَةِ وَتَحْقِيرٌ لِمَنْ زَنَّ بِتِلْكَ الْحَالَةِ وَفِي الْعُدُولِ عَنْ صَرِيحِ الِاسْمِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ تَفْخِيمٌ فَخِيمٌ بِوَاسِطَةِ الْإِبْهَامِ الْمُضْمَرِ فِي إِيرَادِهِ مَوْصُولًا مَعَ تَحْقِيقِ أَنَّ الْقِيَامَ كَائِنٌ وَهُمْ مُحَقِّقُونَ وَفِي وَضْعِ الِاسْمِ الْجَلِيلِ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ الرَّاجِعِ إِلَى ( مَنْ ) تَنْصِيصٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28663وَحْدَانِيَّتِهِ تَعَالَى ذَاتًا وَاسْمًا وَتَنْبِيهٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28657اخْتِصَاصِهِ بِاسْتِحْقَاقِ الْعِبَادَةِ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْبَيَانِ بَعْدَ الْإِبْهَامِ وَلَعَلَّ تَوْجِيهَ الْوَضْعِ الْمَذْكُورِ مِمَّا لَا يُخْتَصُّ بِهِ تَقْدِيرٌ دُونَ تَقْدِيرٍ وَخَصَّهُ بَعْضُهُمْ فِيمَا يَحْتَاجُ عَلَيْهِ إِلَى ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33قُلْ سَمُّوهُمْ تَبْكِيتٌ
[ ص: 161 ] إِثْرَ تَبْكِيتٍ أَيْ سَمُّوهُمْ مَنْ هُمْ وَمَاذَا أَسْمَاؤُهُمْ وَفِي الْبَحْرِ أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَيْسُوا مِمَّنْ يُذْكَرُ وَيُسَمَّى إِنَّمَا يُذْكَرُ وَيُسَمَّى مَنْ يَنْفَعُ وَيَضُرُّ وَهَذَا مِثْلُ أَنْ يُذْكَرَ لَكَ أَنَّ شَخْصًا يُوَقَّرُ وَيُعَظَّمُ وَهُوَ عِنْدَكَ لَا يَسْتَحِقُّ ذَلِكَ فَتَقُولُ لَذَاكِرِهِ : سَمِّهِ حَتَّى أُبَيِّنَ لَكَ زَيْفَهُ وَأَنَّهُ بِمَعْزِلٍ عَنِ اسْتِحْقَاقِ ذَلِكَ وَقَرِيبٌ مِنْهُ مَا قِيلَ : إِنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا يُقَالُ فِي الشَّيْءِ الْمُسْتَحْقَرِ الَّذِي يَبْلُغُ فِي الْحَقَارَةِ إِلَى أَنْ لَا يُذْكَرَ وَلَا يُوضَعَ لَهُ اسْمٌ فَيُقَالُ سَمِّهِ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ أَخَسُّ مِنْ أَنْ يُذْكَرَ وَيُسَمَّى وَلَكِنَّ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَضَعَ لَهُ اسْمًا فَافْعَلْ فَكَأَنَّهُ قِيلَ : سَمُّوهُمْ بِالْآلِهَةِ عَلَى التَّهْدِيدِ وَالْمَعْنَى سَوَاءٌ سَمَّيْتُمُوهُمْ بِذَلِكَ أَمْ لَمْ تُسَمُّوهُمْ بِهِ فَإِنَّهُمْ فِي الْحَقَارَةِ بِحَيْثُ لَا يَسْتَحِقُّونَ أَنْ يَلْتَفِتَ إِلَيْهِمْ عَاقِلٌ وَقِيلَ : إِنَّ التَّهْدِيدَ هَنَا نَظِيرُ التَّهْدِيدِ لِمَنْ نُهِيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ ثُمَّ قِيلَ لَهُ : سَمِّ الْخَمْرَ بَعْدَ هَذَا وَهُوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ وَقِيلَ : الْمَعْنَى اذْكُرُوا صِفَاتِهِمْ وَانْظُرُوا هَلْ فِيهَا مَا يَسْتَحِقُّونَ بِهِ الْعِبَادَةَ وَيَسْتَأْهِلُونَ الشَّرِكَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أَمْ تُنَبِّئُونَهُ أَيْ بَلْ أَتُخْبِرُونَ اللَّهَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَيْ بِشُرَكَاءَ مُسْتَحِقِّينَ لِلْعِبَادَةِ لَا يَعْلَمُهُمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالْمُرَادُ نَفْيُهَا بِنَفْيِ لَازِمِهَا عَلَى طَرِيقِ الْكِنَايَةِ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ إِذَا كَانَ لَا يَعْلَمُهَا وَهُوَ الَّذِي لَا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ فَهِيَ لَا حَقِيقَةَ لَهَا أَصْلًا وَتَخْصِيصُ الْأَرْضِ بِالذِّكْرِ لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ إِنَّمَا زَعَمُوا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُ شُرَكَاءُ فِيهَا وَالضَّمِيرُ الْمُسْتَقِرُّ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33يَعْلَمُ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ لِلَّهِ تَعَالَى وَالْعَائِدُ عَلَى ( مَا ) مَحْذُوفٌ كَمَا أَشَرْنَا إِلَى ذَلِكَ .
وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْعَائِدُ ضَمِيرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33يَعْلَمُ وَالْمَعْنَى أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ تَعَالَى بِشَرِكَةِ الْأَصْنَامِ الَّتِي لَا تَتَّصِفُ بِعِلْمٍ الْبَتَّةَ وَذُكِرَ نَفْيُ الْعِلْمِ فِي الْأَرْضِ لِأَنَّ الْأَرْضَ مَقَرُّ الْأَصْنَامِ فَإِذَا انْتَفَى عِلْمُهَا فِي الْمَقَرِّ الَّتِي هِيَ فِيهِ فَانْتِفَاؤُهُ فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى أَحْرَى وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ( أَتُنْبِئُونَهُ ) بِالتَّخْفِيفِ مِنَ الْإِنْبَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ أَيْ بَلْ أَتُسَمُّونَهُمْ شُرَكَاءَ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ مِنْ غَيْرِ مَعْنًى مُتَحَقِّقٍ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ كَتَسْمِيَةِ الزِّنْجِيِّ كَافُورًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=30ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ أَنَّ الظَّاهِرَ مِنَ الْقَوْلِ الْبَاطِلِ مِنْهُ وَأَنْشَدُوا مِنْ ذَلِكَ قَوْلَهُ : .
أَعَيَّرْتَنَا أَلْبَانَهَا وَلُحُومَهَا وَذَلِكَ عَارٌ يَا ابْنَ رَيْطَةَ ظَاهِرُ
وَيُطْلَقُ الظَّاهِرُ عَلَى الزَّائِلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ : .
وَعَيَّرَهَا الْوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَا وَتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا
وَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ هُنَا فَقَدْ تَكَلَّفَ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13980الْجُبَّائِيِّ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ ظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ ظَاهِرُ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَسَمَّى بِهِ الْأَصْنَامَ آلِهَةً حَقَّةً وَحَاصِلُ الْآيَةِ نَفْيُ الدَّلِيلِ الْعَقْلِيِّ وَالدَّلِيلِ السَّمْعِيِّ عَلَى حَقِّيَّةِ عِبَادَتِهَا وَاتِّخَاذِهَا آلِهَةً وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ ( أَمْ ) مُتَّصِلَةً وَالِانْقِطَاعُ هُوَ الظَّاهِرُ وَلَا يَخْفَى مَا فِي الْآيَةِ مِنَ الِاحْتِجَاجِ وَالْأَسَالِيبِ الْعَجِيبَةِ مَا يُنَادِي بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْبَشَرِ كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ وَبَيَّنَ ذَلِكَ صَاحِبُ الْكَشْفِ بِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ كَافِيًا فِي هَدْمِ قَاعِدَةِ الْإِشْرَاكِ لِلتَّفَرُّعِ السَّابِقِ وَالتَّحَقُّقِ بِالْوَصْفِ اللَّاحِقِ مَعَ مَا ضُمِّنَ مِنْ زِيَادَاتِ النُّكَتِ وَكَانَ إِبْطَالًا مِنْ طَرَفِ الْحَقِّ وَذُيِّلَ بِإِبْطَالِهِ مِنْ طَرَفِ النَّقِيضِ عَلَى مَعْنَى وَلَيْتَهُمْ إِذْ أَشْرَكُوا بِمَنْ لَا يَجُوزُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ أَشْرَكُوا مَنْ يُتَوَهَّمُ فِيهِ أَدْنَى تَوَهُّمٍ وَرُوعِيَ فِيهِ أَنَّهُ لَا أَسْمَاءَ لِلشُّرَكَاءِ فَضْلًا عَنِ الْمُسَمَّى عَلَى الْكِنَايَةِ الْإِيمَائِيَّةِ ثُمَّ بُولِغَ فِيهِ بِأَنَّهُ لَا يَسْتَأْهِلُ السُّؤَالَ عَنْ حَالِهَا بِظُهُورِ فَسَادِهَا وَسَلَكَ فِيهِ مَسْلَكَ الْكِنَايَةِ التَّلْوِيحِيَّةِ مِنْ نَفْيِ الْعِلْمِ بِنَفْيِ الْمَعْلُومِ ثُمَّ مِنْهُ بِعَدَمِ الِاسْتِئْهَالِ وَالْهَمْزَةُ الْمُضَمَّنَةُ فِيهَا تَدُلُّ عَلَى التَّوْبِيخِ وَتَقْرِيرِ
[ ص: 162 ] أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُنَبِّئُوا عَالِمَ السِّرِّ وَالْخَفِيَّاتِ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ وَهَذَا مُحَالٌ عَلَى مُحَالٍ وَفِي جَعْلِهِ اتِّخَاذَهُمْ شُرَكَاءَ وَمُجَادَلَتَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُكْتَةً سَرِيَّةً بَلْ نُكَتٌ سَرِيَّةٌ ثُمَّ أَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ وَقِيلَ : قَدْ بَيَّنَ الشَّمْسَ لِذِي عَيْنَيْنِ وَمَا تِلْكَ التَّسْمِيَةُ إِلَّا بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ تَحْتَهُ طَائِلٌ وَمَا هُوَ إِلَّا مُجَرَّدُ صَوْتٍ فَارِغٍ حُقَّ لِمَنْ تَأَمَّلَ فِيهِ حَقَّ التَّأَمُّلِ أَنْ يَعْتَرِفَ بِأَنَّهُ كَلَامٌ مَصُونٌ عَنِ التَّعَمُّلِ صَادِرٌ عَنْ خَالِقِ الْقُوَى وَالْقَدْرِ تَتَضَاءَلُ عَنْ بُلُوغِ طَرَفٍ مِنْ أَسْرَارِهِ أَفْهَامُ الْبَشَرِ .
وَقَدْ ذَيَّلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ كَلَامَهُ بِقَوْلِهِ : فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ وَهِيَ كَمَا فِي الِانْتِصَافِ كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ يُدَنْدِنُ بِهَا مَنْ هُوَ عَنْ حِلْيَةِ الْإِنْصَافِ عَاطِلٌ هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِضْرَابٌ عَنِ الِاحْتِجَاجِ عَلَيْهِمْ وَوُضِعَ الْمَوْصُولُ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ ذَمًّا لَهُمْ وَتَسْجِيلًا عَلَيْهِمْ بِالْكُفْرِ كَأَنَّهُ قِيلَ : دَعْ هَذَا فَإِنَّهُ لَا فَائِدَةَ فِيهِ لِأَنَّهُمْ زُيِّنَ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33مَكْرُهُمْ كَيْدُهُمْ لِلِاسْتِلَامِ بِشِرْكِهِمْ أَوْ تَمْوِيهِهِمُ الْأَبَاطِيلَ فَتَكَلَّفُوا إِيقَاعَهَا فِي الْخَيَالِ مِنْ غَيْرِ حَقِيقَةٍ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ ظَنُّوهَا شَيْئًا لِتَمَادِيَهُمْ فِي الضَّلَالِ وَعَلَى هَذَا الْمُرَادِ مَكْرُهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَعَلَى الْأَوَّلِ مَكْرُهُمْ بِغَيْرِهِمْ وَإِضَافَةُ مَكْرٍ إِلَى ضَمِيرِهِمْ مِنْ إِضَافَةِ الْمَصْدَرِ إِلَى الْفَاعِلِ وَجُوِّزَ عَلَى الثَّانِي أَنْ يَكُونَ مُضَافًا إِلَى الْمَفْعُولِ وَفِيهِ بُعْدٌ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ( بَلْ زَيَّنَ ) عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَ ( مَكْرَهُمْ ) بِالنَّصْبِ ( وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ ) أَيْ سَبِيلِ الْحَقِّ فَتَعْرِيفُهُ لِلْعَهْدِ أَوْ مَا عَدَاهُ كَأَنَّهُ غَيْرُ سَبِيلِ وَفَاعِلُ الصَّدِّ إِمَّا مَكْرُهُمْ وَنَحْوُهُ أَوِ اللَّهُ تَعَالَى بِخَتْمِهِ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَوِ الشَّيْطَانُ بِإِغْوَائِهِ لَهُمْ وَالِاحْتِمَالَانِ الْأَخِيرَانِ جَارِيَانِ فِي فَاعِلِ التَّزْيِينِ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ ( وَصَدُّوا ) عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَهُوَ كَالْأَوَّلِ مِنْ صَدَّهُ صَدًّا فَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ أَيْ صَدُّوا النَّاسَ عَنِ الْإِيمَانِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ صَدَّ صُدُودًا فَلَا مَفْعُولَ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابْنُ وَثَّابٍ ( وَصِدُّوا ) بِكَسْرِ الصَّادِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهُ قَرَأَ كَذَلِكَ فِي الْمُؤْمِنِ وَالْكَسْرُ هُنَا
لِابْنِ يَعْمُرَ وَالْفِعْلُ عَلَى ذَلِكَ مَجْهُولٌ نُقِلَتْ فِيهِ حَرَكَةُ الْعَيْنِ إِلَى الْفَاءِ إِجْرَاءً لَهُ مَجْرَى الْأَجْوَفِ وَقَرَأَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ( وَصَدٌّ ) بِالتَّنْوِينِ عَطْفًا عَلَى مَكْرِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ أَيْ يَخْلُقُ فِيهِ الضَّلَالَ لِسُوءِ اسْتِعْدَادِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ . (33) . يُوَفِّقُهُ لِلْهُدَى وَيُوصِلُهُ إِلَى مَا فِيهِ نَجَاتُهُ