وقيل : المراد أن من يعمل ذلك وهو مؤمن هذا شأنه لصون الله تعالى إياه عن الظلم أو الهضم ولأنه لا يعتد بالعمل الصالح معه . فلا يرد ما قيل إنه لا يلزم من الإيمان وبعض العمل أن لا يظلم غيره ويهضم حقه ولا يخفى عليك أن القول بحذف المضاف والتجوز في هذه الآية في غاية البعد وما قيل من الاعتراض قوي وما أجيب به كما ترى . ثم إن ظاهر كلام الجوهري أنه لا فرق بين الظلم والهضم ، وظاهر الآية قاض بالفرق وكذا قول المتوكل الليثي :
إن الأذلة واللئام لمعشر مولاهم المتهضم المظلوم
وممن صرح به حيث قال : الفرق بينهما أن الظلم منع الحق كله والهضم منه بعضه . وقرأ الماوردي ابن كثير وابن محيصن وحميد ( فلا يخف ) على النهي . قال الطيبي : قراءة الجمهور توافق قوله تعالى : وقد خاب إلخ من حيث الإخبار وأبلغ من القراءة الأخرى من حيث الاستمرار والأخرى أبلغ من حيث إنها لا تقبل التردد في الإخبار .