nindex.php?page=treesubj&link=28723_29692_29694_32238_34091_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6قل لهم ردا عليهم وتحقيقا للحق
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض وصفه تعالى بإحاطة علمه بجميع المعلومات الخفية والجلية المعلومة من باب أولى للإيذان بانطواء ما أنزله على أسرار مطوية عن عقول البشر مع ما فيه من التعريض بمجازاتهم بجناياتهم المحكية التي هي من جملة معلوماته تعالى أي ليس ذلك كما تزعمون بل هو أمر سماوي أنزله الله تعالى الذي لا يعزب عن علمه شيء من الأشياء وأودع فيه فنون الحكم والأسرار على وجه بديع لا تحوم حوله الإفهام حيث أعجزكم قاطبة بفصاحته وبلاغته وأخبركم بمغيبات مستقبله وأمور مكنونة لا يهتدي إليها ولا يوقف إلا بتوفيق الله تعالى العليم الخبير عليها، وإذا أرادوا ببكرة وأصيلا خفية عن الناس ازداد موقع السر حسنا، وأما التذييل بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6إنه كان غفورا رحيما فهو للتنبيه على أنهم استوجبوا العذاب على ما هم عليه من الجنايات المحكية لكن أخر عنهم لما أنه سبحانه أزلا وأبدا مستمر على المغفرة والرحمة المستتبعتين للتأخير فكأنه قيل إنه جل وعلا متصف بالمغفرة والرحمة على الاستمرار فلذلك لا يعجل عقوبتكم على ما أنتم عليه مع كمال استيجابه إياها وغاية قدرته سبحانه عليها ولولا ذلك لصب عليكم العذاب صبا، وذكر الطيبي أن فيه على هذا الوجه معنى التعجب كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا [الفرقان: 21] .
وجوز أن يكون الكلام كناية عن الاقتدار العظيم على عقوبتهم لأنه لا يوصف بالمغفرة والرحمة إلا القادر على
العقوبة، وفي إيثارها تعيير لهم ونعي على فعلهم يعني أنكم فيما أنتم عليه بحيث يتصدى لعذابكم من صفته المغفرة والرحمة وليس بذاك، وقال صاحب الفرائد: يمكن أن يقال: ذكر المغفرة والرحمة بعد ذلك لأجل
[ ص: 237 ] أن يعرفوا أن هذه الذنوب العظيمة المتجاوزة عن الحد مغفورة إن تابوا وأن رحمته واصلة إليهم بعدها وأن لا ييأسوا من رحمته تعالى بما فرط منهم مع إصرارهم على ما هم عليه من المعاداة والمخاصمة الشديدة وهو كما ترى.
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29692_29694_32238_34091_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6قُلْ لَهُمْ رَدًّا عَلَيْهِمْ وَتَحْقِيقًا لِلْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَصْفُهُ تَعَالَى بِإِحَاطَةِ عِلْمِهِ بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ الْخَفِيَّةِ وَالْجَلِيَّةِ الْمَعْلُومَةِ مِنْ بَابِ أَوْلَى لِلْإِيذَانِ بِانْطِوَاءِ مَا أَنْزَلَهُ عَلَى أَسْرَارٍ مَطْوِيَّةٍ عَنْ عُقُولِ الْبَشَرِ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ التَّعْرِيضِ بِمُجَازَاتِهِمْ بِجِنَايَاتِهِمُ الْمَحْكِيَّةِ الَّتِي هِيَ مِنْ جُمْلَةِ مَعْلُومَاتِهِ تَعَالَى أَيْ لَيْسَ ذَلِكَ كَمَا تَزْعُمُونَ بَلْ هُوَ أَمْرٌ سَمَاوِيٌّ أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى الَّذِي لَا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيْءٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ وَأَوْدَعَ فِيهِ فُنُونَ الْحِكَمِ وَالْأَسْرَارِ عَلَى وَجْهٍ بَدِيعٍ لَا تَحُومُ حَوْلَهُ الْإِفْهَامِ حَيْثُ أَعْجَزَكُمْ قَاطِبَةً بِفَصَاحَتِهِ وَبَلَاغَتِهِ وَأَخْبَرَكُمْ بِمُغَيَّبَاتِ مُسْتَقْبِلَهِ وَأُمُورٍ مَكْنُونَةٍ لَا يَهْتَدِي إِلَيْهَا وَلَا يُوقِفُ إِلَّا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى الْعَلِيمِ الْخَبِيرِ عَلَيْهَا، وَإِذَا أَرَادُوا بِبَكَرَةٍ وَأَصِيلًا خِفْيَةً عَنِ النَّاسِ ازْدَادَ مَوْقِعُ السِّرِّ حُسْنًا، وَأَمَّا التَّذْيِيلُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=6إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا فَهُوَ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّهُمِ اسْتَوْجَبُوا الْعَذَابَ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْجِنَايَاتِ الْمَحْكِيَّةِ لَكِنْ أَخَّرَ عَنْهُمْ لِمَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ أَزَلًا وَأَبَدًا مُسْتَمِرٌّ عَلَى الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ الْمُسْتَتْبَعَتَيْنِ لِلتَّأْخِيرِ فَكَأَنَّهُ قِيلَ إِنَّهُ جَلَّ وَعَلَا مُتَّصِفٌ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ عَلَى الِاسْتِمْرَارِ فَلِذَلِكَ لَا يُعَجِّلُ عُقُوبَتَكُمْ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مَعَ كَمَالِ اسْتِيجَابِهِ إِيَّاهَا وَغَايَةُ قُدْرَتِهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهَا وَلَوْلَا ذَلِكَ لِصَبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابَ صَبَّا، وَذَكَرَ الطَّيِّبِيُّ أَنَّ فِيهِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا [الْفَرْقَانُ: 21] .
وَجَوَّزَ أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ كِنَايَةً عَنِ الِاقْتِدَارِ الْعَظِيمِ عَلَى عُقُوبَتِهِمْ لِأَنَّهُ لَا يُوصَفُ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ إِلَّا الْقَادِرُ عَلَى
الْعُقُوبَةِ، وَفِي إِيثَارِهَا تَعْيِيرٌ لَهُمْ وَنَعِيَ عَلَى فِعْلِهِمْ يَعْنِي أَنَّكُمْ فِيمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِحَيْثُ يَتَصَدَّى لِعَذَابِكُمْ مِنْ صِفَتِهِ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَلَيْسَ بِذَاكَ، وَقَالَ صَاحِبُ الْفَرَائِدِ: يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: ذَكَرَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ لِأَجْلِ
[ ص: 237 ] أَنْ يَعْرِفُوا أَنَّ هَذِهِ الذُّنُوبَ الْعَظِيمَةَ الْمُتَجَاوِزَةَ عَنِ الْحَدِّ مَغْفُورَةٌ إِنْ تَابُوا وَأَنَّ رَحْمَتَهُ وَاصِلَةٌ إِلَيْهِمْ بَعْدَهَا وَأَنْ لَا يَيْأَسُوا مِنْ رَحْمَتِهِ تَعَالَى بِمَا فَرَّطَ مِنْهُمْ مَعَ إِصْرَارِهِمْ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْمُعَادَاةِ وَالْمُخَاصَمَةِ الشَّدِيدَةِ وَهُوَ كَمَا تَرَى.