ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمت قلت لا يعنيني
وأنكر جواز ذلك مخالفا أبو حيان للزمخشري، وابن مالك في التسهيل، وجعل جملة (يسبني) حالا من اللئيم، وأنت تعلم أن المعنى على استمرار مروره على من يسبه وإغماضه عنه ولهذا قال: (أمر) وعطف عليه (فمضيت)، والتقييد بالحال لا يؤدي هذا المؤدى، ثم إن مدار الخبرية إرادة الجنس، فليس هناك إخبار بالمعرفة عن النكرة ليكون مخالفا للقواعد كما قيل. نعم، أرجح الأوجه ما قرر أولا، وقد مر المراد بموت الأرض وإحيائها فتذكر.
وأخرجنا منها حبا أي جنس الحب من الحنطة والشعير والأرز وغيرها، والنكرة قد تعم كما إذا كانت [ ص: 7 ] في سياق الامتنان أو نحوه، وفي ذكر الإخراج وكذا الجعل الآتي - تنبيه على كمال الإحياء. (فمنه) أي من الحب بعد إخراجنا إياه، والفاء داخلة على المسبب ومن ابتدائية أو تبعيضية والجار والمجرور متعلق بقوله تعالى : (يأكلون) والتقديم للدلالة على أن الحب معظم ما يؤكل ويعاش به لما في ذلك من إيهام الحصر للاهتمام به حتى كأنه لا مأكول غيره.