هذه دارهم وأنت مشوق ما بقاء الدموع في الآماق
وجوز أن يكون بغير حساب حالا من العطاء نحو: وهذا بعلي شيخا ، أي هذا عطاؤنا متلبسا بغير حساب عليه في الآخرة، أو هذا عطاؤنا كثيرا جدا لا يعد ولا يحسب لغاية كثرته، وأن يكون صلة العطاء، واعتبره بعضهم قيدا له، لتتم الفائدة، ولا يحتاج لاعتبار ما تقدم، وعلى التقديرين ما في البين اعتراض فلا يضر الفصل به، والفاء اعتراضية، وجاء اقتران الاعتراض بها كما جاء بالواو كقوله:
واعلم فعلم المرء ينفعه أن سوف يأتي كل ما قدرا
وقيل: الإشارة إلى تسخير الشياطين، والمراد بالمن، والإمساك، إطلاقهم، وإبقاؤهم في الأصفاد، والمن قد يكون بمعنى الإطلاق كما في قوله تعالى: فإما منا بعد وإما فداء ، والأولى في قوله تعالى: بغير حساب حينئذ كونه حالا [ ص: 205 ] من المستكن في الأمر، وهذا القول رواه ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم ، وما روي عنه من أنه إشارة إلى ما وهب له - عليه السلام - من النساء، والقدرة على جماعهن، لا يكاد يصح، إذ لم يجر لذلك ذكر في الآية، وإلى الأول ذهب الجمهور وهو الأظهر، وقرأ ابن عباس : "هذا فامنن أو أمسك عطاؤنا بغير حساب". ابن مسعود