وقال : إذا شككت في خير أمرين فانظر أبعدهما من هواك فأته، وقال وهب سهل التستري : هواك داؤك فإن خالفته فدواؤك، وفي الحديث . (العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله تعالى)
وقال أبو عمران موسى بن عمران الأشبيلي الزاهد:
فخالف هواها واعصها إن من يطع هوى نفسه ينزع به شر منزع ومن يطع النفس اللجوجة ترده
وترم به في مصرع أي مصرع
وقد ذم ذلك جاهلية أيضا، ومنه قول عنترة:
إني امرؤ سمح الخليقة ماجد لا أتبع النفس اللجوج هواها
ولعل الأمر غني عن تكثير النقل.
وقرأ الأعرج (إلهة) بتاء التأنيث بدل هاء الضمير، وعن وأبو جعفر أنه قرأ (آلهة) بصيغة الجمع. الأعرج
قال ابن خالويه: كان أحدهم يستحسن حجرا فيعبده فإذا رأى أحسن منه رفضه مائلا إليه، فالظاهر أن آلهة بمعناها من غير تجوز أو تشبيه والهوى بمعنى المهوي مثله في قوله:
هواي مع الركب اليمانين مصعد
.وأضله الله أي خلقه ضالا أو خلق فيه الضلال أو خذله وصرفه عن اللطف على ما قيل على علم حال من الفاعل أي أضله الله تعالى عالما سبحانه بأنه أهل لذلك لفساد جوهر روحه.
ويجوز أن يكون حالا من المفعول أي أضله عالما بطريق الهدى فهو كقوله تعالى: فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم وختم على سمعه وقلبه بحيث لا يتأثر بالمواعظ ولا يتفكر في الآيات.
وجعل على بصره غشاوة مانعة عن الاستبصار والاعتبار والكلام على التمثيل، وقرأ عبد الله . (غشاوة) بفتح الغين وهي لغة والأعمش ربيعة، . والحسن . وعكرمة وعبد الله أيضا بضمها وهي لغة عكلية، . وأبو حنيفة . وحمزة . والكسائي . وطلحة ومسعود بن صالح. أيضا (غشوة) بفتح الغين وسكون الشين، والأعمش وابن مصرف . أيضا كذلك إلا أنهما كسرا الغين والأعمش فمن يهديه من بعد الله أي من بعد إضلاله تعالى إياه، وقيل: المعنى فمن يهديه غير الله سبحانه أفلا تذكرون أي ألا تلاحظون فلا تذكرون، وقرأ الجحدري (تذكرون) بالتخفيف، (تتذكرون) بتاءين على الأصل والأعمش