تربص بها ريب المنون لعلها تطلق يوما أو يموت حليلها
وبيت أبي ذؤيب :
أمن المنون وريبه يتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع
قيل : ظاهره ذلك ، وكذلك قول الأعشى :
أإن رأت رجلا أعشى أضر به ريب المنون ودهر متبل خبل
ولهذا أنشده الجوهري شاهدا له ، وأخرج وغيره عن ابن جرير تفسيره بالموت وهو مشترك بين المعنيين فقد قال ابن عباس في شرح بيت المرزوقي أبي ذؤيب المار آنفا : المنون قد يراد به الدهر فيذكر وتكون الرواية ريبه ، وقد يراد به المنية فيؤنث ، وقد روي ريبها ، وقد يرجع له ضمير الجمع لقصد أنواع المنايا وريبها نزولها انتهى فلا تغفل ، وهو أيضا من المن بمعنى القطع فإنها قاطعة الأماني واللذات ، ولذا قيل : المنية تقطع الأمنية ، وريب المنون عليه نزول المنية ، وجوز أن يكون معنى حادث الموت على أن الإضافة بيانية ، روي أن قريشا اجتمعت في دار الندوة وكثرت آراؤهم فيه عليه الصلاة والسلام حتى قال قائل منهم وهم بنو عبد الدار - كما قال - تربصوا به ريب المنون فإنه شاعر سيهلك ما هلك الضحاك زهير والنابغة والأعشى فافترقوا على هذه المقالة فنزلت ، وقرأ « يتربص » بالياء مبنيا للمفعول ، وقرئ «ريب » بالرفع على النيابة . زيد بن علي