وقرأ كرم الله تعالى وجهه علي وعبد الله وابن عباس والجحدري ويعقوب وابن سعدان وحمزة والكسائي «أفتمرونه » بفتح التاء وسكون الميم مضارع مريت أي جحدت يقال : مريته حقه إذا جحدته ، وأنشدوا لذلك قول الشاعر : وخلف
لئن هجرت أخا صدق ومكرمة لقد مريت أخا ما كان يمريكا
[ ص: 50 ] أو مضارع مريته إذا غلبته في المراء على أنه من باب المغالبة ، ويجوز حمل ما في البيت عليه وعدي الفعل بعلى وكان حقه أن يعدى بفي لتضمينه معنى المغالبة فإن المجادل والجاحد يقصدان بفعلهما غلبة الخصم ، وقرأ عبد الله فيما حكى ابن خالويه فيما ذكر والشعبي شعبة «أفتمرونه » بضم التاء وسكون الميم مضارع أمريت قال : أبو حاتم
وهو غلط ، والمراد بما يرى ما رآه من صورة جبريل عليه السلام ، وعبر بالمضارع استحضارا للصورة الماضية لما فيها من الغرابة ، وفي البحر جيء بصيغة المضارع وإن كانت الرؤية قد مضت إشارة إلى ما يمكن حدوثه بعد ، وقيل : المراد أفتمارونه على ما يرى من الصور التي يظهر بها جبريل عليه السلام بعد ما رآه قبل وحققه بحيث لا يشتبه عليه بأي صورة ظهر فالتعبير بالمضارع على ظاهره.