وفرت ثقيف إلى لاتها بمنقلب الخائب الخاسر
[ ص: 55 ] وقال وغيره : كان أبو عبيدة بالكعبة ، وقال : كان بنخلة عند ابن زيد سوق عكاظ يعبده قريش ، ورجح قول ابن عطية ، وقال قتادة : يمكن الجمع بأن يكون المسمى بذلك أصناما فأخبر عن كل صنم بمكانه ، والتاء فيه قيل : أصلية وهي لام الكلمة كالباء في باب ، وألفه منقلبة فيما يظهر من ياء لأن مادة «ل ي ت » موجودة فإن وجدت مادة «ل و ت » جاز أن تكون منقلبة من واو ، وقيل : تاء العوض ، والأصل لوية بزنة فعلة من لوى لأنهم كانوا يلوون عليه ويعتكفون للعبادة ، أو يلتوون عليه أي يطوفون فخفف بحذف الياء وأبدلت واوه ألفا ، وعوض عن الياء تاء فصارت كتاء أخت وبنت ، ولذا وقف عليها بالتاء ، وقرأ أبو حيان ابن عباس ومجاهد ومنصور بن المعتمر وأبو صالح وطلحة وأبو الجوزاء ويعقوب في رواية بتشديد التاء على أنه اسم فاعل من لت يلت إذا عجن قيل : كان رجل يلت السويق للحاج على حجر فلما مات عبدوا ذلك الحجر إجلالا له وسموه بذلك ، وعن وابن كثير أنه كان على صخرة في مجاهد الطائف يصنع حيسا ويطعم من ( يمر ) من الناس فلما مات عبدوه ، وأخرج ابن أبي حاتم عن وابن مردويه أنه كان يلت السويق على الحجر فلا يشرب منه أحد إلا سمن فعبدوه ، وأخرج ابن عباس الفاكهي عنه أنه لما مات قال لهم عمرو بن لحي : إنه لم يمت ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا ، وأخرج عن ابن المنذر أنه قال : كان رجل من ابن جريج ثقيف يلت السويق بالزيت فلما توفي جعلوا قبره وثنا ، وزعم الناس أنه عامر بن الظرب أحد عدوان ، وقيل : غير ذلك ( والعزى ) لغطفان وهي على المشهور سمرة بنخلة - كما قال - وأصلها تأنيث الأعز ، وأخرج قتادة النسائي عن وابن مردويه أبي الطفيل قال : إلى نخلة وكانت بها العزى فأتاها خالد بن الوليد خالد وكانت ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره فقال : ارجع فإنك لم تصنع شيئا فرجع خالد فلما أبصرته السدنة مضوا وهم يقولون يا عزى يا عزى فأتاها فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها فجعل يضربها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره فقال عليه الصلاة والسلام : تلك العزى » وفي رواية «لما فتح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مكة بعث خالدا فقطعها فخرجت منه شيطانة ناشرة شعرها داعية ويلها واضعة يدها على رأسها فضربها بالسيف حتى قتلها وهو يقول :يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك