كم من غني أصاب الدهر ثروته ومن فقير يقني بعد إقلال
أي يقني المال ، وعن ( أغنى ) مول ، ابن عباس وأقنى أرضى . وهو بهذا المعنى مجاز من القنية قال : وتحقيق ذلك أنه جعل له قنية من الرضا والطاعة وذلك أعظم القنائن ، ولله تعالى در من قال : الراغب
هل هي إلا مدة وتنقضي ما يغلب الأيام إلا من رضي
وعن ابن زيد ( أقنى ) أفقر ، ووجه بأنهما جعلا الهمزة فيه للسلب والإزالة كما في أشكى ، وقيل : إنهما جعلا ( أقنى ) بمعنى جعل له الرضا والصبر قنية كناية عن ذلك ليظهر فيه الطباق كما في ( أمات وأحيا وأضحك وأبكى ) وفسره بأفقر أيضا والأخفش الحضرمي إلا أنه كما أخرج عنه ابن جرير قال ( أغنى ) نفسه سبحانه و «أفقر » الخلائق إليه عز وجل ، والظاهر على تقدير اعتبار المفعول في جميع الأفعال المتقدمة أن يكون من المحدثات الصالحة لتعلق الفعل ، وعندي أن ( أغنى ) سبحانه نفسه كأوجد جل شأنه نفسه لا يخلو عن سماجة وإيهام محذور ، وإنما لم يذكر مفعول لأن القصد إلى الفعل نفسه وأبو الشيخ