وقوله تعالى : هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون مقول قول مقدر معطوف على قوله تعالى : (يؤخذ ) إلخ أي ويقال هذه إلخ أو مستأنف في جواب ماذا يقال لهم لأنه مظنة للتوبيخ والتقريع ، أو حال من أصحاب النواصي بناء على أن التقدير نواصيهم أو النواصي منهم ، وما في البين اعتراض على الأول والأخير وكان أصل التي يكذب بها المجرمون التي كذبتم بها فعدل عنه لما ذكر للدلالة على استمرارذلك وبيان لوجه توبيخهم وعلته . يطوفون بينها أي يترددون بين نارها وبين حميم ماء حار آن متناه إناه وطبخه بالغ في الحرارة أقصاها ، قال قتادة : الحميم يغلي منذ خلق الله تعالى جهنم والمجرم ويعاقب بين تصلية النار وشرب الحميم ، وقيل :
يحرقون في النار ويصب على رؤوسهم الحميم ، وقيل : إذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم ، وقيل : يغمسون في واد في جهنم يجتمع فيه صديد أهل النار فتنخلع أوصالهم ثم يخرجون منه وقد أحدث الله تعالى لهم خلقا جديدا ، وعن أنه قال : الحسن حميم آن النحاس انتهى حره ، وقيل : ( آن ) حاضر .
وقرأ السلمي يطافون ، والأعمش وطلحة ( يطوفون ) بضم الياء وفتح الطاء وكسر الواو مشددة ، وقرئ « يطوفون » أي يتطوفون وابن مقسم فبأي آلاء ربكما تكذبان هو أيضا كما تقدم.