كأن على ذي العقل عينا بصيرة بمجلسه أو منظر هو ناظره يحاذر حتى يحسب الناس كلهم
من الخوف لا يخفى عليهم سرائره
وعليه قيل الإنسان مبتدأ أول وبصيرة بتقدير عين بصيرة مبتدأ ثان وعلى نفسه خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر المبتدأ الأول واختار أن تكون بصيرة فاعلا بالجار والمجرور وهو الخبر عن الإنسان وعمل بالفاعل لاعتماده على ذلك وأمر التأنيث ظاهر وبل للترقي على الوجهين إرادة حجة بصيرة وإرادة عين بصيرة، والمعنى عليهما أبو حيان ينبأ الإنسان بأعماله بل فيه ما يجزي عن الإنباء لأنه عالم بتفاصيل أحواله شاهد على نفسه بما عملت لأن جوارحه تنطق بذلك يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون [النور: 24] وفي كلا الوجهين كما قيل شائبة التجريد وهي في الثاني أظهر .