وتعقب بأن الجملة صفة ( عينا ) فلا يعمل فعلها بها وما لا يعمل لا يفسر عاملا وأجيب بمنع كونها صفة على هذا الوجه والتركيب عليه نحو رجلا ضربته نعم هي صفة عين على غير هذا الوجه والباء للإلصاق، وليست للتعدية وهي متعلقة معنى بمحذوف أي يشرب الخمر ممزوجة بها أي بالعين عباد الله وهو كما تقول شربت الماء بالعسل هذا إذا جعل كافور علم عين في الجنة وأما على القولين الآخرين فقيل وجه الباء أن يجعل الكلام من باب:
يجرح في عراقيبها نصلي لإفادة المبالغة . وقيل: الباء للتعدية وضمن ( يشرب ) معنى يروى فعدي بها وقيل هي بمعنى من، وقيل: هي زائدة والمعنى يشربها كما في قول الهزلي:
شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لحج خضر لهن نئيج
ويعضد هذا قراءة «يشربها» وقيل ضمير ( بها ) للكأس، والمعنى يشربون العين بتلك الكأس وعليه يجوز أن يكون ابن أبي عبلة عينا مفعولا ليشرب مهدما عليه ( وعباد الله ) المؤمنون أهل الجنة يفجرونها تفجيرا صفة أخرى لعينا أي يجرونها حيث شاؤوا من منازلهم إجراء سهلا لا يمتنع عليهم على [ ص: 155 ] أن التنكير للتنويع . أخرج في زوائد الزهد عن عبد الله بن أحمد ابن شوزب أنه قال: معهم قضبان ذهب يفجرون بها فيتبع الماء قضبانهم . وفي بعض الآثار أن هذه العين في دار رسول الله صلى الله عليه وسلم تفجر إلى دور الأنبياء عليهم السلام والمؤمنين .