nindex.php?page=treesubj&link=19721_19727_30532_30539_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18وليست التوبة على الله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18للذين يعملون السيئات أي المعاصي وجمعت باعتبار تكرر وقوعها في الزمان المديد لا لأن المراد بها جميع أنواعها وبما مر من السوء نوع منها
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18حتى إذا حضر أحدهم الموت بأن شاهد الأحوال التي لا يمكن معها الرجوع إلى الدنيا بحال وعاين ملك الموت وانقطع حبل الرجاء
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18قال إني تبت الآن أي هذا الوقت الحاضر ، وذكر لمزيد تعيين الوقت ، وإيثار قال على تاب لإسقاط ذلك عن درجة الاعتبار والتحاشي عن تسميته توبة ، ولو أكده ورغب فيه ، ولعل سبب ذلك كون تلك الحالة أشبه شيء بالآخرة بل هي أول منزل من منازلها ، والدنيا دار عمل ولا جزاء ، والآخرة دار جزاء ولا عمل ، وحتى حرف ابتداء ، والجملة الشرطية بعدها غاية لما قبلها أي ليست التوبة لقوم يعملون السيئات إلى حضور موتهم وقولهم : كيت وكيت .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18ولا الذين يموتون وهم كفار عطف على الموصول قبله أي ليس قبول التوبة
[ ص: 240 ] لهؤلاء ولا لهؤلاء ، والمراد من ذكر هؤلاء مع أنه لا توبة لهم رأسا المبالغة في عدم قبول
nindex.php?page=treesubj&link=19722توبة المسوفين والإيذان بأن وجودها كالعدم بل في تكرير حرف النفي في المعطوف كما قيل إشعار خفي بكون حال المسوفين في عدم استتباع الجدوى أقوى من حال الذين يموتون على الكفر، والكثير من أهل العلم على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28847المراد بالذين يعملون السيئات ما يشمل الفسقة والكفرة ، ومن الذين يموتون إلخ الكفار فقط ، وجوز أن يراد بالموصولين الكفار خاصة ، وأن يراد بهما الفسقة وحدهم ، وتسميتهم في الجملة الحالية كفارا للتغليظ ، وأن يراد بهما ما يعم الفريقين جميعا فالتسمية حينئذ للتغليب ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
الربيع nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية أن الآية الأولى : نزلت في المؤمنين والثانية : في المنافقين ، والثالثة : في المشركين ، وفي جعل الوسطى في المنافقين مزيد ذم لهم حيث جعل عمل السيئات من غيرهم في جنب عملهم بمنزلة العدم ، فكأنهم عملوها دون غيرهم ، وعلى هذا لا يخفى لطف التعبير بالجمع في أعمالهم ، وبالمفرد في المؤمنين لكن ضعف هذا القول بأن المراد بالمنافقين إن كان المصرين على النفاق فلا توبة لهم يحتاج إلى نفيها ، وإلا فهم وغيرهم سواء .
هذا واستدل بالآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=19705توبة اليائس كإيمانه غير مقبول ، وفي المسألة خلاف فقد قيل : إن توبة اليائس مقبولة دون إيمانه لأن الرجاء باق ويصح معه الندم ، والعزم على الترك ، وأيضا التوبة تجديد عهد مع الرب سبحانه ، والإيمان إنشاء عهد لم يكن وفرق بين الأمرين ، وفي « البزازية » أن الصحيح أنها تقبل بخلاف إيمان اليائس ، وإذا قبلت الشفاعة في القيامة وهي حالة يائس فهذا أولى ، وصرح القاضي
عبد الصمد الحنفي في « تفسيره » إن مذهب الصوفية أن الإيمان أيضا ينتفع به عند معاينة العذاب ، ويؤيده أن مولانا
الشيخ الأكبر قدس سره صرح في « فتوحاته » بصحة الإيمان عند الاضطرار ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله تعالى عنهما لو غرغر المشرك بالإسلام لرجوت له خيرا كثيرا .
وأيد بعضهم القول بقبول
nindex.php?page=treesubj&link=32482توبة الكافر عند المعاينة بما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في « التاريخ »
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13508وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=701389إن الله يقبل توبة عبده أو يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب قيل : وما وقوع الحجاب؟ قال : تخرج النفس وهي مشركة " ولا يخفى أن الآية ظاهرة فيما ذهب إليه أهل القول الأول ، وأجاب بعض المحققين عنها بأن مفادها أن قبول توبة المسوف والمصر غير متحقق ، ونفي التحقق غير تحقق النفي فيبقى الأمر بالنسبة إليهما بين بين ، وأنه تعالى إن شاء عفا عنهما وإن شاء لم يعف وآية
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء تبين أنه سبحانه لا يشاء المغفرة للكافر المصر ويبقى التائب عند الموت من أي ذنب كان تحت المشيئة ، وزعم بعضهم أنه ليس في الآية الوسطى توبة حقيقية لتقبل بل غاية ما فيها قول : إني تبت الآن وهو إشارة إلى عدم وجود توبة صادقة ، ولذا لم يقل وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت تاب وعلى تسليم أن التعبير بالقول لنكتة غير ذلك يلتزم القول بأن التقييد بالآن مشعر بعدم استيفاء التوبة للشروط لأن فيه رمزا إلى عدم العزم على عدم العود إلى ما كان عليه من الذنب فيما يأتي من الأزمنة إن أمكن البقاء ومن شروط التوبة الصحيحة ذلك فتدبر .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18أولئك أي المذكورون من الفريقين المترامي حالهم إلى الغاية القصوى في الفظاعة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18أعتدنا لهم أي هيأنا لهم ، وقيل : أعددنا فأبدلت الدال تاء
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18عذابا أليما أي مؤلما موجعا ، وتقديم الجار على المفعول الصريح لإظهار الاعتناء بكون العذاب مهيئا لهم ، والتنكير للتفخيم ، وتكرير الإسناد لما مر ، واستدل
المعتزلة بالآية على وجوب العقاب لمن مات من مرتكبي الكبائر من المؤمنين قبل التوبة ، وأجيب بأن تهيئة العذاب هو
[ ص: 241 ] خلق النار التي يعذب بها ، وليس في الآية أن الله تعالى يدخلهم فيها البتة ، وكونه تعالى يدخل من مات كافرا فيها معلوم من غير هذه الآية ، ويحتمل أيضا أن يكون المراد أعتدنا لهم عذابا أليما إن لم نعف كما تدل على ذلك النصوص ، ويروى عن الربيع أن الآية منسوخة بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء .
واعترض بأن أعتدنا خبر ولا نسخ في الأخبار ، وقيل : إن ( أولئك ) إشارة إلى الذين يموتون وهم كفار فلا إشكال كما لو جعل إشارة إلى الفريقين وأريد بالأول المنافقون ، وبالثاني المشركون .
nindex.php?page=treesubj&link=19721_19727_30532_30539_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَيِ الْمَعَاصِيَ وَجُمِعَتْ بِاعْتِبَارِ تَكَرُّرِ وُقُوعِهَا فِي الزَّمَانِ الْمَدِيدِ لَا لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا جَمِيعُ أَنْوَاعِهَا وَبِمَا مَرَّ مِنَ السُّوءِ نَوْعٌ مِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ بِأَنْ شَاهَدَ الْأَحْوَالَ الَّتِي لَا يُمْكِنُ مَعَهَا الرُّجُوعُ إِلَى الدُّنْيَا بِحَالٍ وَعَايَنَ مَلَكَ الْمَوْتِ وَانْقَطَعَ حَبْلُ الرَّجَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ أَيْ هَذَا الْوَقْتَ الْحَاضِرَ ، وَذُكِرَ لِمَزِيدِ تَعْيِينِ الْوَقْتِ ، وَإِيثَارِ قَالَ عَلَى تَابَ لِإِسْقَاطِ ذَلِكَ عَنْ دَرَجَةِ الِاعْتِبَارِ وَالتَّحَاشِي عَنْ تَسْمِيَتِهِ تَوْبَةً ، وَلَوْ أَكَّدَهُ وَرَغِبَ فِيهِ ، وَلَعَلَّ سَبَبَ ذَلِكَ كَوْنُ تِلْكَ الْحَالَةِ أَشْبَهَ شَيْءٍ بِالْآخِرَةِ بَلْ هِيَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِهَا ، وَالدُّنْيَا دَارُ عَمَلٍ وَلَا جَزَاءَ ، وَالْآخِرَةُ دَارُ جَزَاءٍ وَلَا عَمَلَ ، وَحَتَّى حَرْفُ ابْتِدَاءٍ ، وَالْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ بَعْدَهَا غَايَةٌ لِمَا قَبْلَهَا أَيْ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِقَوْمٍ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ إِلَى حُضُورِ مَوْتِهِمْ وَقَوْلِهِمْ : كَيْتَ وَكَيْتَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ عَطْفٌ عَلَى الْمَوْصُولِ قَبْلَهُ أَيْ لَيْسَ قَبُولُ التَّوْبَةِ
[ ص: 240 ] لِهَؤُلَاءِ وَلَا لِهَؤُلَاءِ ، وَالْمُرَادُ مِنْ ذِكْرِ هَؤُلَاءِ مَعَ أَنَّهُ لَا تَوْبَةَ لَهُمْ رَأْسًا الْمُبَالَغَةُ فِي عَدَمِ قَبُولِ
nindex.php?page=treesubj&link=19722تَوْبَةِ الْمُسَوِّفِينَ وَالْإِيذَانِ بِأَنَّ وُجُودَهَا كَالْعَدَمِ بَلْ فِي تَكْرِيرِ حَرْفِ النَّفْيِ فِي الْمَعْطُوفِ كَمَا قِيلَ إِشْعَارٌ خَفِيٌّ بِكَوْنِ حَالِ الْمُسَوِّفِينَ فِي عَدَمِ اسْتِتْبَاعِ الْجَدْوَى أَقْوَى مِنْ حَالِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ عَلَى الْكُفْرِ، وَالْكَثِيرُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28847الْمُرَادَ بِالَّذِينِ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ مَا يَشْمَلُ الْفَسَقَةَ وَالْكَفَرَةَ ، وَمِنَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ إِلَخْ الْكَفَّارُ فَقَطْ ، وَجُوِّزَ أَنْ يُرَادَ بِالْمَوْصُولَيْنِ الْكَفَّارُ خَاصَّةً ، وَأَنْ يُرَادَ بِهِمَا الْفَسَقَةُ وَحْدَهُمْ ، وَتَسْمِيَتُهُمْ فِي الْجُمْلَةِ الْحَالِيَّةِ كَفَّارًا لِلتَّغْلِيظِ ، وَأَنْ يُرَادَ بِهِمَا مَا يَعُمُّ الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا فَالتَّسْمِيَةُ حِينَئِذٍ لِلتَّغْلِيبِ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
الرَّبِيعِ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11873أَبِي الْعَالِيَةِ أَنَّ الْآيَةَ الْأُولَى : نَزَلَتْ فِي الْمُؤْمِنِينَ وَالثَّانِيَةَ : فِي الْمُنَافِقِينَ ، وَالثَّالِثَةَ : فِي الْمُشْرِكِينَ ، وَفِي جَعْلِ الْوُسْطَى فِي الْمُنَافِقِينَ مَزِيدُ ذَمٍّ لَهُمْ حَيْثُ جَعَلَ عَمَلَ السَّيِّئَاتِ مِنْ غَيْرِهِمْ فِي جَنْبِ عَمَلِهِمْ بِمَنْزِلَةِ الْعَدَمِ ، فَكَأَنَّهُمْ عَمِلُوهَا دُونَ غَيْرِهِمْ ، وَعَلَى هَذَا لَا يَخْفَى لُطْفُ التَّعْبِيرِ بِالْجَمْعِ فِي أَعْمَالِهِمْ ، وَبِالْمُفْرِدِ فِي الْمُؤْمِنِينَ لَكِنْ ضُعِّفَ هَذَا الْقَوْلُ بِأَنَّ الْمُرَادُ بِالْمُنَافِقِينَ إِنْ كَانَ الْمُصِرِّينَ عَلَى النِّفَاقِ فَلَا تَوْبَةَ لَهُمْ يَحْتَاجُ إِلَى نَفْيِهَا ، وَإِلَّا فَهُمْ وَغَيْرُهُمْ سَوَاءٌ .
هَذَا وَاسْتُدِلَّ بِالْآيَةِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19705تَوْبَةَ الْيَائِسِ كَإِيمَانِهِ غَيْرُ مَقْبُولٍ ، وَفِي الْمَسْأَلَةِ خِلَافٌ فَقَدْ قِيلَ : إِنَّ تَوْبَةَ الْيَائِسِ مَقْبُولَةٌ دُونَ إِيمَانِهِ لِأَنَّ الرَّجَاءَ بَاقٍ وَيَصِحُّ مَعَهُ النَّدَمُ ، وَالْعَزْمُ عَلَى التَّرْكِ ، وَأَيْضًا التَّوْبَةُ تَجْدِيدُ عَهْدٍ مَعَ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ ، وَالْإِيمَانُ إِنْشَاءُ عَهْدٍ لَمْ يَكُنْ وَفَرْقٌ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ ، وَفِيِ « الْبَزَّازِيَّةِ » أَنَّ الصَّحِيحَ أَنَّهَا تُقْبَلُ بِخِلَافِ إِيمَانِ الْيَائِسِ ، وَإِذَا قُبِلَتِ الشَّفَاعَةُ فِي الْقِيَامَةِ وَهِيَ حَالَةُ يَائِسٍ فَهَذَا أَوْلَى ، وَصَرَّحَ الْقَاضِي
عَبْدُ الصَّمَدِ الْحَنَفِيُّ فِي « تَفْسِيرِهِ » إِنَّ مَذْهَبَ الصُّوفِيَّةِ أَنَّ الْإِيمَانَ أَيْضًا يَنْتَفِعُ بِهِ عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْعَذَابِ ، وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ مَوْلَانَا
الشَّيْخَ الْأَكْبَرَ قُدِّسَ سِرُّهُ صَرَّحَ فِي « فُتُوحَاتِهِ » بِصِحَّةِ الْإِيمَانِ عِنْدَ الِاضْطِرَارِ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا لَوْ غَرْغَرَ الْمُشْرِكُ بِالْإِسْلَامِ لَرَجَوْتُ لَهُ خَيْرًا كَثِيرًا .
وَأَيْدٍ بَعْضُهُمُ الْقَوْلَ بِقَبُولِ
nindex.php?page=treesubj&link=32482تَوْبَةِ الْكَافِرِ عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ بِمَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ فِي « التَّارِيخِ »
nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمُ nindex.php?page=showalam&ids=13508وَابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=701389إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ أَوْ يَغْفِرُ لِعَبْدِهِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ قِيلَ : وَمَا وُقُوعُ الْحِجَابِ؟ قَالَ : تَخْرُجُ النَّفْسُ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ " وَلَا يَخْفَى أَنَّ الْآيَةَ ظَاهِرَةٌ فِيمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ ، وَأَجَابَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ عَنْهَا بِأَنَّ مُفَادَهَا أَنَّ قَبُولَ تَوْبَةِ الْمُسَوِّفِ وَالْمُصِرِّ غَيْرُ مُتَحَقِّقٍ ، وَنَفْيُ التَّحَقُّقِ غَيْرُ تَحَقُّقِ النَّفْيِ فَيَبْقَى الْأَمْرُ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمَا بَيْنَ بَيْنَ ، وَأَنَّهُ تَعَالَى إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُمَا وَإِنْ شَاءَ لَمْ يَعْفُ وَآيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ تُبَيِّنُ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يَشَاءُ الْمَغْفِرَةَ لِلْكَافِرِ الْمُصِرِّ وَيَبْقَى التَّائِبُ عِنْدَ الْمَوْتِ مِنْ أَيِّ ذَنْبٍ كَانَ تَحْتَ الْمَشِيئَةِ ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْآيَةِ الْوُسْطَى تَوْبَةٌ حَقِيقِيَّةٌ لِتُقْبَلَ بَلْ غَايَةُ مَا فِيهَا قَوْلُ : إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى عَدَمِ وُجُودِ تَوْبَةٍ صَادِقَةٍ ، وَلِذَا لَمْ يَقُلْ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينِ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ تَابَ وَعَلَى تَسْلِيمِ أَنَّ التَّعْبِيرَ بِالْقَوْلِ لِنُكْتَةٍ غَيْرِ ذَلِكَ يَلْتَزِمُ الْقَوْلَ بِأَنَّ التَّقْيِيدَ بِالْآنِ مُشْعِرٌ بِعَدَمِ اسْتِيفَاءِ التَّوْبَةِ لِلشُّرُوطِ لِأَنَّ فِيهِ رَمْزًا إِلَى عَدَمِ الْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الذَّنْبِ فِيمَا يَأْتِي مِنَ الْأَزْمِنَةِ إِنْ أَمْكَنَ الْبَقَاءُ وَمِنْ شُرُوطِ التَّوْبَةِ الصَّحِيحَةِ ذَلِكَ فَتَدَبَّرْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18أُولَئِكَ أَيِ الْمَذْكُورُونَ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ الْمُتَرَامِي حَالُهُمْ إِلَى الْغَايَةِ الْقُصْوَى فِي الْفَظَاعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18أَعْتَدْنَا لَهُمْ أَيْ هَيَّأْنَا لَهُمْ ، وَقِيلَ : أَعْدَدْنَا فَأُبْدِلَتِ الدَّالُ تَاءً
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18عَذَابًا أَلِيمًا أَيْ مُؤْلِمًا مُوجِعًا ، وَتَقْدِيمُ الْجَارِّ عَلَى الْمَفْعُولِ الصَّرِيحِ لِإِظْهَارِ الِاعْتِنَاءِ بِكَوْنِ الْعَذَابِ مُهَيِّئًا لَهُمْ ، وَالتَّنْكِيرُ لِلتَّفْخِيمِ ، وَتَكْرِيرُ الْإِسْنَادِ لِمَا مَرَّ ، وَاسْتَدَلَّ
الْمُعْتَزِلَةُ بِالْآيَةِ عَلَى وُجُوبِ الْعِقَابِ لِمَنْ مَاتَ مِنْ مُرْتَكِبِي الْكَبَائِرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَ التَّوْبَةِ ، وَأُجِيبُ بِأَنَّ تَهْيِئَةَ الْعَذَابِ هُوَ
[ ص: 241 ] خَلْقُ النَّارِ الَّتِي يُعَذَّبُ بِهَا ، وَلَيْسَ فِي الْآيَةِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُدْخِلُهُمْ فِيهَا الْبَتَّةَ ، وَكَوْنُهُ تَعَالَى يُدْخِلُ مَنْ مَاتَ كَافِرًا فِيهَا مَعْلُومٌ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الْآيَةِ ، وَيُحْتَمَلُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا إِنْ لَمْ نَعْفُ كَمَا تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ النُّصُوصُ ، وَيُرْوَى عَنِ الرَّبِيعِ أَنَّ الْآيَةَ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ .
وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ أَعْتَدْنَا خَبَرٌ وَلَا نَسْخَ فِي الْأَخْبَارِ ، وَقِيلَ : إِنَّ ( أُولَئِكَ ) إِشَارَةٌ إِلَى الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَا إِشْكَالَ كَمَا لَوْ جُعِلَ إِشَارَةً إِلَى الْفَرِيقَيْنِ وَأُرِيدَ بِالْأَوَّلِ الْمُنَافِقُونَ ، وَبِالثَّانِي الْمُشْرِكُونَ .