أيحسب أن لم يره أحد أي: حين كان ينفق ما ينفق رئاء الناس أو حرصا على معاداته صلى الله تعالى عليه وسلم يعني أن الله تعالى كان يراه وكان سبحانه عليه رقيبا فهو عز وجل يسأله عنه ويجازيه عليه.
وفي الحديث: «لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن ماله مم جمعه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به».
وجوز أن يكون المعنى إن لم يجده أحد على أن المراد بالرؤية الوجدان اللازم له، و «لم» بمعنى لن، وعبر بها لتحقق الوقوع؛ يعني أنه تعالى يجده يوم القيامة فيحاسبه على ذلك. وعن أن هذا القائل كان كاذبا لم ينفق شيئا فقال تعالى: أيظن أن الله تعالى ما رأى ذلك منه فعل أو لم يفعل، أنفق أو لم ينفق، بل رآه عز وجل وعلم منه خلاف ما قال. الكلبي