[ ص: 283 ] أؤمل أن أعيش وأن يومي بأول أو بأهون أو جبار أو التالي دبار فإن أفته فمونس
أو عروبة أو شبار
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا
وعلى الثاني يكون الأمر مجازا عن التخلية، والترك، والخذلان، كما في قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : (اصنع ما شئت)، وقد قرره العلامة في تفسير قوله تعالى : ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا والمنصوبان خبران للفعل الناقص، ويجوز أن يكون خاسئين حالا من الاسم، ويجوز أن يكون صفة لـ(قردة)، والمراد وصفهم بالصغار عند الله تعالى دفعا لتوهم أن يجعل مسخهم وتعجيل عذابهم في الدنيا لدفع ذنوبهم، ورفع درجاتهم.
واعترض أنه لو كان صفة لها لوجب أن يقول : خاسئة لامتناع الجمع بالواو والنون في غير ذوي العلم، وأجيب بأن ذلك على تشبيههم بالعقلاء، كما في ساجدين، أو باعتبار أنهم كانوا عقلاء، أو بأن المسخ إنما كان بتبدل الصورة فقط، وحقيقتهم سالمة على ما روي أن الواحد منهم كان يأتيه الشخص من أقاربه الذين نهوهم فيقول له : ألم أنهك؟ فيقول : بلى، ثم تسيل دموعه على خده، ولم يتعرض في الآية بمسخ شيء منهم خنازير، وروي عن أن الشباب صاروا قردة، والشيوخ صاروا خنازير، وما نجا إلا الذين نهوا، وهلك سائرهم، وقرئ (قردة) بفتح القاف، وكسر الراء، و(خاسين) بغير همز، قتادة