فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب
قوله تعالى: فإذا قضيتم مناسككم أما المناسك ، فهي المتعبدات ، وفيها ههنا تأويلان: أحدهما: أنها الذبائح ، وهذا قول والثاني: ما أمروا بفعله في الحج ، وهذا قول مجاهد. وفي قوله تعالى: الحسن البصري. فاذكروا الله تأويلان: أحدهما: أن هذا الذكر هو التكبير في أيام منى. والثاني: أنه جميع ما سن من الأدعية في مواطن الحج كلها. وفي قوله تعالى: كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ثلاثة تأويلات:
أحدها: أنهم كانوا إذا فرغوا من حجهم في الجاهلية جلسوا في منى حلقا وافتخروا بمناقب آبائهم ، فأنزل الله تعالى ذكره: فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ، وهذا قول ، مجاهد . والثاني: أن معناه ، فاذكروا الله كذكركم الأبناء الصغار للآباء ، إذا قالوا: أبه أمه ، وهذا قول وقتادة ، عطاء والثالث: أنهم كانوا يدعون ، فيقول الواحد منهم: اللهم إن أبي كان عظيم الجفنة ، عظيم القبة ، كثير المال ، فاعطني مثل ما أعطيته ، فلا يذكر غير أبيه ، فأمروا بذكر الله ، كذكرهم آباءهم ، أو أشد ذكرا ، وهو قول والضحاك. قوله تعالى: السدي. ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة فيها أربعة تأويلات: [ ص: 263 ]
أحدها أنه: الحسنة العافية في الدنيا والآخرة ، وهو قول والثاني: أنها نعم الدنيا ونعم الآخرة ، وهو قول أكثر أهل العلم. والثالث: أن الحسنة في الدنيا العلم ، والعبادة ، وفي الآخرة الجنة ، وهو قول قتادة. ، الحسن والرابع: أن الحسنة في الدنيا المال ، وفي الآخرة الجنة ، وهو قول والثوري. ، ابن زيد . والسدي