ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب
قوله عز وجل: ولو جعلناه قرآنا أعجميا فيه وجهان:
أحدهما: يعني بالأعجمي غير المبين وإن كان عربيا ، قاله المفضل.
الثاني: بلسان أعجمي. لقالوا لولا فصلت آياته أي بينت آياته لنا بالعربية على الوجه الثاني ، والفصح على الوجه الأول. أأعجمي فيه وجهان:
أحدهما: كيف يكون القرآن أعجميا ومحمد صلى الله عليه وسلم عربي؟ قاله . سعيد بن جبير
الثاني: كيف يكون القرآن أعجميا ونحن قوم عرب؟ قاله . قال السدي أعجمي الكلام وعربي الرجل. [ ص: 187 ] مجاهد قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء يحتمل وجهين:
أحدهما: هدى للأبصار وشفاء للقلوب.
الثاني: هدى من الضلال وشفاء من البيان. والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر أي صمم. وهو عليهم عمى أي حيرة ، وقال : عموا عن القرآن وصموا عنه. قتادة أولئك ينادون من مكان بعيد فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: من مكان بعيد من قلوبهم ، قاله كرم الله وجهه علي . ومجاهد
الثاني: من السماء ، حكاه . النقاش
الثالث: ينادون بأبشع أسمائهم ، قاله . الضحاك
ويحتمل رابعا: من مكان بعيد من الإجابة.