[ ص: 251 ] سورة الأعلى
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29058_28723_33143_34513nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سبح اسم ربك الأعلى nindex.php?page=treesubj&link=29058_32404nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=2الذي خلق فسوى nindex.php?page=treesubj&link=29058_19881_30452_30454_30455nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=3والذي قدر فهدى nindex.php?page=treesubj&link=29058_32446_34276nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=4والذي أخرج المرعى nindex.php?page=treesubj&link=29058_30340nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=5فجعله غثاء أحوى nindex.php?page=treesubj&link=29058_34229_34234nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=6سنقرئك فلا تنسى nindex.php?page=treesubj&link=29058_24908_28723_34091_34092nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=7إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى nindex.php?page=treesubj&link=29058_30614nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=8ونيسرك لليسرى nindex.php?page=treesubj&link=29058_32022_32106nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=9فذكر إن نفعت الذكرى nindex.php?page=treesubj&link=29058_19995nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=10سيذكر من يخشى nindex.php?page=treesubj&link=29058_30539nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=11ويتجنبها الأشقى nindex.php?page=treesubj&link=29058_30351_30539nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=12الذي يصلى النار الكبرى nindex.php?page=treesubj&link=29058_30351_30443_30539_34125nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=13ثم لا يموت فيها ولا يحيا
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سبح اسم ربك الأعلى فيه أربعة أقاويل : أحدها : عظم ربك الأعلى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، والاسم صلة قصد بها تعظيم المسمى ، كما قال
لبيد إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
الثاني : نزه اسم ربك عن أن يسمى به أحد سواه ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري .
الثالث : معناه ارفع صوتك بذكر ربك ، قال
جرير قبح الإله وجوه تغلب كلما سبح الحجيج وكبروا تكبيرا
[ ص: 252 ]
الرابع : صل لربك ، فعلى هذا في قوله (اسم ربك) ثلاثة أوجه :
أحدها : بأمر ربك .
الثاني : بذكر ربك أن تفتتح به الصلاة .
الثالث : أن تكون ذاكرا لربك بقلبك في نيتك للصلاة . وروي أن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر كانوا إذا افتتحوا قراءة هذه السورة قالوا : (سبحان ربي الأعلى) امتثالا لأمره تعالى في ابتدائها ، فصار الاقتداء بهم في قراءتها ، وقيل إنها في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي : (سبحان ربي الأعلى) وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يقرؤها كذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=2الذي خلق فسوى يحتمل ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني أنشأ خلقهم ثم سواهم فأكملهم .
الثاني : خلقهم خلقا كاملا وسوى لكل جارحة مثلا .
الثالث : خلقهم بإنعامه وسوى بينهم في أحكامه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : خلق
آدم فسوى خلقه . ويحتمل رابعا : خلق في أصلاب الرجال ، وسوى في أرحام الأمهات . ويحتمل خامسا : خلق الأجساد فسوى الأفهام .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=3والذي قدر فهدى فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : قدر الشقاوة والسعادة ، وهداه للرشد والضلالة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثاني : قدر أرزاقهم وأقواتهم ، وهداهم لمعاشهم إن كانوا إنسا ، ولمراعيهم إن كانوا وحشا .
الثالث : قدرهم ذكورا وإناثا ، وهدى الذكر كيف يأتي الأنثى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . ويحتمل رابعا : قدر خلقهم في الأرحام ، وهداهم الخروج للتمام . ويحتمل خامسا : خلقهم للجزاء ، وهداهم للعمل .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=4والذي أخرج المرعى يعني النبات ، لأن البهائم ترعاه ، قال الشاعر
وقد ينبت المرعى على دمن الثرى وتبقى حزازات النفوس كما هيا
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=5فجعله غثاء أحوى فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن الغثاء ما يبس من النبات حتى صار هشيما تذروه الرياح .
[ ص: 253 ]
والأحوى : الأسود ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثات وفي أنيابها شنب
وهذا معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثاني : أن الغثاء ما احتمل السيل من النبات ، والأحوى : المتغير ، وهذا معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
الثالث : أن في الكلام تقديما وتأخيرا ، ومعناه أحوى فصار غثاء ، والأحوى : ألوان النبات الحي من أخضر وأحمر وأصفر وأبيض ، ويعبر عن جميعه بالسواد كما سمي به سواد
العراق ، وقال
امرؤ القيس وغيث دائم التهتا ن حاوي النبت أدهم
والغثاء : الميت اليابس ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : وهو
nindex.php?page=treesubj&link=28902مثل ضربه الله تعالى للكفار لذهاب الدنيا بعد نضارتها .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=6سنقرئك فلا تنسى فيه وجهان :
أحدهما : أن معنى قوله : فلا تنسى ، أي فلا تترك العمل إلا ما شاء الله أن يترخص لك فيه ، فعلى هذا التأويل يكون هذا نهيا عن الشرك . والوجه الثاني : أنه إخبار من الله تعالى أنه لا ينسى ما يقرئه من القرآن ، حكى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=939658أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه جبريل بالوحي يقرؤه خيفة أن ينساه ، فأنزل الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=6سنقرئك فلا تنسى يعني القرآن .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=7إلا ما شاء الله فيه وجهان :
أحدهما : إلا ما شاء الله أن ينسخه فتنساه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وقتادة .
الثاني : إلا ما شاء الله أن يؤخر إنزاله عليك فلا تقرأه ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=7إنه يعلم الجهر وما يخفى فيه أربعة تأويلات : أحدها : أن الجهر ما حفظته من القرآن في صدرك ، وما يخفى هو ما نسخ من حفظك .
الثاني : أن الجهر ما علمه ، وما يخفى ما سيتعلمه من بعد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
[ ص: 254 ]
الثالث : أن الجهر ما قد أظهره ، وما يخفى ما تركه من الطاعات .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=8ونيسرك لليسرى فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : نيسرك لأن تعمل خيرا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني : للجنة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود .
الثالث : للدين واليسر وليس بالعسر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=9فذكر إن نفعت الذكرى وفيما يذكر به وجهان :
أحدهما : بالقرآن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثاني : بالله رغبة ورهبة ، قاله
ابن شجرة . وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=9إن نفعت الذكرى وجهان :
أحدهما : يعني إن قبلت الذكرى وهو معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام .
الثاني : يعني ما نفعت الذكرى ، فتكون (إن) بمعنى ما الشرط ، لأن الذكرى نافعة بكل حال ، قاله
ابن شجرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=10سيذكر من يخشى يعني يخشى الله ، وقد يتذكر من يرجوه ، إلا أن تذكرة الخاشي أبلغ من تذكرة الراجي فلذلك علقها بالخشية دون الرجاء ، وإن تعلقت بالخشية والرجاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=11ويتجنبها الأشقى يعني يتجنب التذكرة الكافر الذي قد صار بكفره شقيا .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=12الذي يصلى النار الكبرى فيه وجهان :
أحدهما : هي نار جهنم ، والصغرى نار الدنيا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام .
الثاني : الكبرى نار الكفار في الطبقة السفلى من جهنم ، والصغرى نار المذنبين في الطبقة العليا من جهنم ، وهو معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=13ثم لا يموت فيها ولا يحيا فيه وجهان :
أحدهما : لا يموت ولا يجد روح الحياة ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى .
الثاني : أنه يعذب لا يستريح ولا ينتفع بالحياة ، كما قال الشاعر
ألا ما لنفس لا تموت فينقضي عناها ولا تحيا حياة لها طعم .
[ ص: 255 ]
[ ص: 251 ] سُورَةُ الْأَعْلَى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29058_28723_33143_34513nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى nindex.php?page=treesubj&link=29058_32404nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=2الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى nindex.php?page=treesubj&link=29058_19881_30452_30454_30455nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=3وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى nindex.php?page=treesubj&link=29058_32446_34276nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=4وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى nindex.php?page=treesubj&link=29058_30340nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=5فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى nindex.php?page=treesubj&link=29058_34229_34234nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=6سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى nindex.php?page=treesubj&link=29058_24908_28723_34091_34092nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=7إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى nindex.php?page=treesubj&link=29058_30614nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=8وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى nindex.php?page=treesubj&link=29058_32022_32106nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=9فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى nindex.php?page=treesubj&link=29058_19995nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=10سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى nindex.php?page=treesubj&link=29058_30539nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=11وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى nindex.php?page=treesubj&link=29058_30351_30539nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=12الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى nindex.php?page=treesubj&link=29058_30351_30443_30539_34125nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=13ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى فِيهِ أَرْبَعَةُ أَقَاوِيلَ : أَحَدُهَا : عَظِّمْ رَبَّكَ الْأَعْلَى ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ، وَالِاسْمُ صِلَةٌ قُصِدَ بِهَا تَعْظِيمُ الْمُسَمَّى ، كَمَا قَالَ
لَبِيدٌ إِلَى الْحَوْلِ ثَمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا وَمَنْ يَبْكِ حَوْلًا كَامِلًا فَقَدِ اعْتَذَرَ
الثَّانِي : نَزِّهَ اسْمَ رَبِّكَ عَنْ أَنْ يُسَمَّى بِهِ أَحَدٌ سِوَاهُ ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ .
الثَّالِثُ : مَعْنَاهُ ارْفَعْ صَوْتَكَ بِذِكْرِ رَبِّكَ ، قَالَ
جَرِيرٌ قَبَّحَ الْإِلَهُ وُجُوهَ تَغْلِبَ كُلَّمَا سَبَّحَ الْحَجِيجُ وَكَبَّرُوا تَكْبِيرًا
[ ص: 252 ]
الرَّابِعُ : صَلِّ لِرَبِّكَ ، فَعَلَى هَذَا فِي قَوْلِهِ (اِسْمَ رَبِّكَ) ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : بِأَمْرِ رَبِّكَ .
الثَّانِي : بِذِكْرِ رَبِّكَ أَنْ تُفْتَتَحَ بِهِ الصَّلَاةُ .
الثَّالِثُ : أَنْ تَكُونَ ذَاكِرًا لِرَبِّكَ بِقَلْبِكَ فِي نِيَّتِكَ لِلصَّلَاةِ . وَرُوِيَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنَ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنَ عُمَرَ كَانُوا إِذَا افْتَتَحُوا قِرَاءَةَ هَذِهِ السُّورَةِ قَالُوا : (سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى) امْتِثَالًا لِأَمْرِهِ تَعَالَى فِي ابْتِدَائِهَا ، فَصَارَ الِاقْتِدَاءُ بِهِمْ فِي قِرَاءَتِهَا ، وَقِيلَ إِنَّهَا فِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٍّ : (سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى) وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=2الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى يَحْتَمِلُ ثَلَاثَةَ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : يَعْنِي أَنْشَأَ خَلْقَهُمْ ثُمَّ سَوَّاهُمْ فَأَكْمَلَهُمْ .
الثَّانِي : خَلَقَهُمْ خَلْقًا كَامِلًا وَسَوَّى لِكُلِّ جَارِحَةٍ مَثَلًا .
الثَّالِثُ : خَلَقَهُمْ بِإِنْعَامِهِ وَسَوَّى بَيْنَهُمْ فِي أَحْكَامِهِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : خَلَقَ
آدَمَ فَسَوَّى خَلْقَهُ . وَيَحْتَمِلُ رَابِعًا : خَلَقَ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ ، وَسَوَّى فِي أَرْحَامِ الْأُمَّهَاتِ . وَيَحْتَمِلُ خَامِسًا : خَلَقَ الْأَجْسَادَ فَسَوَّى الْأَفْهَامَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=3وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى فِيهِ ثَلَاثَةُ تَأْوِيلَاتٍ : أَحَدُهَا : قَدَّرَ الشَّقَاوَةَ وَالسَّعَادَةَ ، وَهَدَاهُ لِلرُّشْدِ وَالضَّلَالَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
الثَّانِي : قَدَّرَ أَرْزَاقَهُمْ وَأَقْوَاتَهُمْ ، وَهَدَاهُمْ لِمَعَاشِهِمْ إِنْ كَانُوا إِنْسًا ، وَلِمَرَاعِيهِمْ إِنْ كَانُوا وَحْشًا .
الثَّالِثُ : قَدَّرَهُمْ ذُكُورًا وَإِنَاثًا ، وَهَدَى الذَّكَرَ كَيْفَ يَأْتِي الْأُنْثَى ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ . وَيَحْتَمِلُ رَابِعًا : قَدَّرَ خَلْقَهُمْ فِي الْأَرْحَامِ ، وَهُدَاهُمُ الْخُرُوجَ لِلتَّمَامِ . وَيَحْتَمِلُ خَامِسًا : خَلَقَهُمْ لِلْجَزَاءِ ، وَهُدَاهُمْ لِلْعَمَلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=4وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى يَعْنِي النَّبَاتَ ، لِأَنَّ الْبَهَائِمَ تَرْعَاهُ ، قَالَ الشَّاعِرُ
وَقَدْ يَنْبُتُ الْمَرْعَى عَلَى دِمَنِ الثَّرَى وَتَبْقَى حَزَّازَاتُ النُّفُوسِ كَمَا هِيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=5فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّ الْغُثَاءَ مَا يَبِسَ مِنَ النَّبَاتِ حَتَّى صَارَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ .
[ ص: 253 ]
وَالْأَحْوَى : الْأَسْوَدُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ لَمْيَاءُ فِي شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ وَفِي اللِّثَاتِ وَفِي أَنْيَابِهَا شَنَبُ
وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ .
الثَّانِي : أَنَّ الْغُثَاءَ مَا احْتَمَلَ السَّيْلُ مِنَ النَّبَاتِ ، وَالْأَحْوَى : الْمُتَغَيِّرُ ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ .
الثَّالِثُ : أَنَّ فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمًا وَتَأْخِيرًا ، وَمَعْنَاهُ أَحَوَى فَصَارَ غُثَاءً ، وَالْأَحْوَى : أَلْوَانُ النَّبَاتِ الْحَيِّ مِنْ أَخْضَرَ وَأَحْمَرَ وَأَصْفَرَ وَأَبْيَضَ ، وَيُعَبِّرُ عَنْ جَمِيعِهِ بِالسَّوَادِ كَمَا سُمِّيَ بِهِ سَوَادُ
الْعِرَاقِ ، وَقَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ وَغَيْثٍ دَائِمِ التَّهْتَا نِ حَاوِي النَّبْتِ أَدْهَمَ
وَالْغُثَاءُ : الْمَيِّتُ الْيَابِسُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=28902مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْكُفَّارِ لِذَهَابِ الدُّنْيَا بَعْدَ نَضَارَتِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=6سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ : فَلَا تَنْسَى ، أَيْ فَلَا تَتْرُكِ الْعَمَلَ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنَّ يَتَرَخَّصَ لَكَ فِيهِ ، فَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ يَكُونُ هَذَا نَهْيًا عَنِ الشِّرْكِ . وَالْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّهُ إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُ لَا يَنْسَى مَا يُقْرِئُهُ مِنَ الْقُرْآنِ ، حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=939658أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ يَقْرَؤُهُ خِيفَةَ أَنْ يَنْسَاهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=6سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى يَعْنِي الْقُرْآنَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=7إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَنْسَخَهُ فَتَنْسَاهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ .
الثَّانِي : إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُؤَخِّرَ إِنْزَالَهُ عَلَيْكَ فَلَا تَقْرَأْهُ ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابْنُ عِيسَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=7إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى فِيهِ أَرْبَعَةُ تَأْوِيلَاتٍ : أَحَدُهَا : أَنَّ الْجَهْرَ مَا حَفِظْتَهُ مِنَ الْقُرْآنِ فِي صَدْرِكَ ، وَمَا يَخْفَى هُوَ مَا نُسِخَ مِنْ حِفْظِكَ .
الثَّانِي : أَنَّ الْجَهْرَ مَا عَلِمَهُ ، وَمَا يَخْفَى مَا سَيَتَعَلَّمُهُ مِنْ بَعْدُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
[ ص: 254 ]
الثَّالِثُ : أَنَّ الْجَهْرَ مَا قَدْ أَظْهَرُهُ ، وَمَا يَخْفَى مَا تَرَكَهُ مِنَ الطَّاعَاتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=8وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى فِيهِ ثَلَاثَةُ تَأْوِيلَاتٍ : أَحَدُهَا : نُيَسِّرُكَ لِأَنْ تَعْمَلَ خَيْرًا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي : لِلْجَنَّةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ .
الثَّالِثُ : لِلدِّينِ وَالْيُسْرِ وَلَيْسَ بِالْعُسْرِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=9فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى وَفِيمَا يُذَكِّرُ بِهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : بِالْقُرْآنِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
الثَّانِي : بِاَللَّهِ رَغْبَةً وَرَهْبَةً ، قَالَهُ
ابْنُ شَجَرَةَ . وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=9إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : يَعْنِي إِنْ قُبِلَتِ الذِّكْرَى وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنِ سَلَامٍ .
الثَّانِي : يَعْنِي مَا نَفَعَتِ الذِّكْرَى ، فَتَكُونُ (إِنْ) بِمَعْنَى مَا الشَّرْطُ ، لِأَنَّ الذِّكْرَى نَافِعَةٌ بِكُلِّ حَالٍ ، قَالَهُ
ابْنُ شَجَرَةَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=10سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى يَعْنِي يَخْشَى اللَّهَ ، وَقَدْ يَتَذَكَّرُ مَنْ يَرْجُوهُ ، إِلَّا أَنَّ تَذْكِرَةَ الْخَاشِي أَبْلَغُ مِنْ تَذْكِرَةِ الرَّاجِي فَلِذَلِكَ عَلَّقَهَا بِالْخَشْيَةِ دُونَ الرَّجَاءِ ، وَإِنْ تَعَلَّقَتْ بِالْخَشْيَةِ وَالرَّجَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=11وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى يَعْنِي يَتَجَنَّبُ التَّذْكِرَةَ الْكَافِرُ الَّذِي قَدْ صَارَ بِكُفْرِهِ شَقِيًّا .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=12الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : هِيَ نَارُ جَهَنَّمَ ، وَالصُّغْرَى نَارُ الدُّنْيَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَامٍ .
الثَّانِي : الْكُبْرَى نَارُ الْكُفَّارِ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنْ جَهَنَّمَ ، وَالصُّغْرَى نَارُ الْمُذْنِبِينَ فِي الطَّبَقَةِ الْعُلْيَا مِنْ جَهَنَّمَ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=13ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : لَا يَمُوتُ وَلَا يَجِدُ رُوحَ الْحَيَاةِ ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابْنُ عِيسَى .
الثَّانِي : أَنَّهُ يُعَذَّبُ لَا يَسْتَرِيحُ وَلَا يَنْتَفِعُ بِالْحَيَاةِ ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ
أَلَا مَا لِنَفْسٍ لَا تَمُوتُ فَيَنْقَضِي عَنَاهَا وَلَا تَحْيَا حَيَاةً لَهَا طَعْمُ .
[ ص: 255 ]