nindex.php?page=treesubj&link=28980_20027_27928_30428_30437_30558_32342_34166nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم nindex.php?page=treesubj&link=28980_20027_27928_31848_31851_32342nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه [ ص: 409 ] عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى اختلف في سبب نزولها على ثلاثة أقاويل: أحدها: ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890666خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقابر فاتبعناه فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى، فبكينا لبكائه ، ثم قام ، فقام إليه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فدعاه ثم دعانا فقال: (ما أبكاكم؟ قلنا: بكينا لبكائك ، قال: (إن nindex.php?page=treesubj&link=2316القبر الذي جلست عنده قبر آمنة، وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي ، وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي ، وأنزل الله علي: nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى الآية. فأخذني ما يأخذ الولد للوالد ، وكنت nindex.php?page=treesubj&link=2317_2316نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة). والثاني: أنها نزلت في
أبي طالب ، روى
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن أبيه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654307لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال صلى الله عليه وسلم: أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فكان آخر شيء كلمهم به أن قال: أنا على ملة عبد المطلب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=treesubj&link=27928لأستغفرن لك ما لم أنه عنك (فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) الآية. والثالث: أنها نزلت فيما رواه
أبو الخليل عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله
[ ص: 410 ] عنه قال:
سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان ، فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ قال: أولم يستغفر إبراهيم لأبويه؟ فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت: nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه الآية. عذر الله تعالى
إبراهيم عليه السلام في استغفاره لأبيه مع شركه لسالف موعده ورجاء إيمانه. وفي موعده الذي كان يستغفر له من أجله قولان: أحدهما: أن أباه وعده أنه إن استغفر له آمن. والثاني: أن
إبراهيم وعد أباه أن يستغفر له لما كان يرجوه أنه يؤمن.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114فلما تبين له أنه عدو لله وذلك بموته على شركه وإياسه من إيمانه
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114تبرأ منه أي من أفعاله ومن استغفاره له ، فلم يستغفر له بعد موته.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114إن إبراهيم لأواه حليم فيه عشرة تأويلات: أحدها: أن الأواه: الدعاء ، أي الذي يكثر الدعاء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود.
الثاني: أنه الرحيم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
الثالث: أنه الموقن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء .
الرابع: أنه المؤمن ، بلغة الحبشة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الخامس: أنه المسبح ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب.
السادس: أنه الذي يكثر تلاوة القرآن ، وهذا مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا.
السابع: أنه المتأوه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12002أبو ذر.
الثامن: أنه الفقيه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
التاسع: أنه المتضرع الخاشع ، رواه
عبد الله بن شداد بن الهاد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ ص: 411 ] العاشر: أنه الذي إذا ذكر خطاياه استغفر منها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=50أبو أيوب. وأصل الأواه من التأوه وهو التوجع ، ومنه قول
المثقب العبدي: إذا ما قمت أرحلها بليل تأوه آهة الرجل الحزين
nindex.php?page=treesubj&link=28980_20027_27928_30428_30437_30558_32342_34166nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ nindex.php?page=treesubj&link=28980_20027_27928_31848_31851_32342nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وَمَا كَانَ اسْتِغْفَار إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَة وَعْدهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ [ ص: 409 ] عَدُوّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَاهُ حَلِيم
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى اخْتُلِفَ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: مَا رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17073مَسْرُوقٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=890666خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَقَابِرِ فَاتَّبَعْنَاهُ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى قَبْرٍ مِنْهَا فَنَاجَاهُ طَوِيلًا ثُمَّ بَكَى، فَبَكَيْنَا لِبُكَائِهِ ، ثُمَّ قَامَ ، فَقَامَ إِلَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَدَعَاهُ ثُمَّ دَعَانَا فَقَالَ: (مَا أَبْكَاكُمْ؟ قُلْنَا: بَكَيْنَا لِبُكَائِكَ ، قَالَ: (إِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=2316الْقَبْرَ الَّذِي جَلَسْتُ عِنْدَهُ قَبْرُ آمِنَةَ، وَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي زِيَارَتِهَا فَأَذِنَ لِي ، وَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي الدُّعَاءِ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ: nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى الْآيَةَ. فَأَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ الْوَلَدَ لِلْوَالِدِ ، وَكُنْتُ nindex.php?page=treesubj&link=2317_2316نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الْآخِرَةَ). وَالثَّانِي: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي
أَبِي طَالِبٍ ، رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654307لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْ عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةٌ أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمَيَّةَ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَكَانَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ أَنْ قَالَ: أَنَا عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: nindex.php?page=treesubj&link=27928لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ (فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ) الْآيَةَ. وَالثَّالِثُ: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيمَا رَوَاهُ
أَبُو الْخَلِيلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ
[ ص: 410 ] عَنْهُ قَالَ:
سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ ، فَقُلْتُ: تَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَانِ؟ قَالَ: أَوَلَمْ يَسْتَغْفِرْ إِبْرَاهِيمُ لِأَبَوَيْهِ؟ فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَزَلَتْ: nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ الْآيَةَ. عَذَرَ اللَّهُ تَعَالَى
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي اسْتِغْفَارِهِ لِأَبِيهِ مَعَ شِرْكِهِ لِسَالِفِ مَوْعِدِهِ وَرَجَاءِ إِيمَانِهِ. وَفِي مَوْعِدِهِ الَّذِي كَانَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مِنْ أَجْلِهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ أَبَاهُ وَعَدَهُ أَنَّهُ إِنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ آمَنَ. وَالثَّانِي: أَنَّ
إِبْرَاهِيمَ وَعَدَ أَبَاهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ لَمَّا كَانَ يَرْجُوهُ أَنَّهُ يُؤْمِنُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ وَذَلِكَ بِمَوْتِهِ عَلَى شِرْكِهِ وَإِيَاسِهِ مِنْ إِيمَانِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114تَبَرَّأَ مِنْهُ أَيْ مِنْ أَفْعَالِهِ وَمِنِ اسْتِغْفَارِهِ لَهُ ، فَلَمْ يَسْتَغْفِرْ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ فِيهِ عَشَرَةُ تَأْوِيلَاتٍ: أَحَدُهَا: أَنَّ الْأَوَّاهَ: الدَّعَّاءُ ، أَيِ الَّذِي يُكْثِرُ الدُّعَاءَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ.
الثَّانِي: أَنَّهُ الرَّحِيمُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ .
الثَّالِثُ: أَنَّهُ الْمُوقِنُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٌ .
الرَّابِعُ: أَنَّهُ الْمُؤْمِنُ ، بِلُغَةِ الْحَبَشَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الْخَامِسُ: أَنَّهُ الْمُسَبِّحُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ.
السَّادِسُ: أَنَّهُ الَّذِي يُكْثِرُ تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ ، وَهَذَا مَرْوِيٌّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا.
السَّابِعُ: أَنَّهُ الْمُتَأَوِّهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12002أَبُو ذَرٍّ.
الثَّامِنُ: أَنَّهُ الْفَقِيهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
التَّاسِعُ: أَنَّهُ الْمُتَضَرِّعُ الْخَاشِعُ ، رَوَاهُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[ ص: 411 ] الْعَاشِرُ: أَنَّهُ الَّذِي إِذَا ذَكَرَ خَطَايَاهُ اسْتَغْفَرَ مِنْهَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=50أَبُو أَيُّوبَ. وَأَصْلُ الْأَوَّاهِ مِنَ التَّأَوُّهِ وَهُوَ التَّوَجُّعُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْمُثَقَّبِ الْعَبْدِيِّ: إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ