مكية باتفاق إلا قوله تعالى: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم فمدنية. بسم الله الرحمن الرحيم
الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون
الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين فيه تأويلان: أحدهما: أن الكتاب هو القرآن ، جمع له بين الاسمين.
الثاني: أن الكتاب هو التوراة والإنجيل ، ثم قرنها بالقرآن بالقرآن المبين. وفي المراد بالمبين ثلاثة أوجه: أحدها: المبين إعجازه حتى لا يعارض.
الثاني: المبين الحق من الباطل حتى لا يشكلا.
الثالث: المبين الحلال من الحرام حتى لا يشتبها. قوله عز وجل: ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين وفي زمان هذا التمني ثلاثة أقاويل: أحدها: عند المعاينة في الدنيا حين يتبين لهم الهدى من الضلالة، قاله . الضحاك
[ ص: 148 ] الثاني: في القيامة إذا رأوا كرامة المؤمنين وذل الكافرين.
الثالث: إذا دخل المؤمن الجنة ، والكافر النار. وقال : إذا رأى المشركون المؤمنين وقد دخلوا الجنة وصاروا هم إلى النار تمنوا أنهم كانوا مسلمين. وربما مستعملة في هذا الموضع للكثير ، وإن كانت في الأصل موضوعة للتقليل ، كما قال الشاعر : الحسن
ألا ربما أهدت لك العين نظرة قصاراك منها أنها عنك لا تجدي
وقال بعضهم هي للتقليل أيضا في هذا الموضع ؛ لأنهم قالوا ذلك في بعض المواضع لا في كلها.