قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال هذا صراط علي مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم
قوله عز وجل: قال رب بما أغويتني فيه ثلاثة أوجه: أحدها: بما أضللتني ، قاله . ابن عباس
الثاني: بما خيبتني من رحمتك.
الثالث: بما نسبتني إلى الإغواء. ويحتمل هذا من إبليس وجهين: أحدهما: أنه يقوله على وجه القسم وتقديره: وحق إغوائك لي.
الثاني: أنه يقوله على وجه الجزاء ، وتقديره لأجل إغوائك لي. لأزينن لهم في الأرض يحتمل وجهين: أحدهما: لأزينن لهم فعل المعاصي.
الثاني: لأشغلنهم بزينة الدنيا عن فعل الطاعة.
[ ص: 161 ] ولأغوينهم أجمعين أي لأضلنهم عن الهدى. إلا عبادك منهم المخلصين وهم الذين أخلصوا العبادة من فساد أو رياء ، حكى أبو ثمامة أن الحواريين سألوا عيسى عليه السلام عن المخلص لله ، فقال: الذي يعمل لله ولا يحب أن يحمده الناس. قوله عز وجل: قال هذا صراط علي مستقيم فيه أربعة تأويلات: أحدها: معناه هذا صراط يستقيم بصاحبه حتى يهجم به على الجنة ، قاله رضي الله عنه. عمر
الثاني: هذا صراط إلي مستقيم ، قاله فتكون علي بمعنى إلي. الحسن
الثالث: أنه وعيد وتهديد ، ومعناه أن طريقه إلي ومرجعه علي ، كقول القائل لمن يهدده ويوعده: علي طريقك ، قاله . مجاهد
الرابع: معناه هذا صراط علي استقامته بالبيان والبرهان. وقيل بالتوفيق والهداية. وقرأ الحسن وابن سيرين: علي مستقيم برفع الياء وتنوينها ، ومعناه رفيع مستقيم ، أي رفيع أن ينال ، مستقيم أن يمال.