إن المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام آمنين ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم
قوله عز وجل: ادخلوها بسلام آمنين في قوله بسلام ثلاثة أوجه: أحدها: بسلامة من النار ، قاله القاسم بن يحيى.
الثاني: بسلامة تصحبكم من كل آفة ، قاله علي بن عيسى.
الثالث: بتحية من الله لهم ، وهو معنى قول الكلبي. آمنين فيه ثلاثة أوجه:
[ ص: 162 ] أحدها: آمنين من الخروج منها.
الثاني: آمنين من الموت.
الثالث: آمنين من الخوف والمرض. قوله عز وجل: ونزعنا ما في صدورهم من غل فيه وجهان: أحدهما: نزعنا بالإسلام ما في صدورهم من غل الجاهلية ، قاله علي بن الحسين.
الثاني: نزعنا في الآخرة ما في صدورهم من غل الدنيا ، قاله ، وقد رواه الحسن مرفوعا. أبو سعيد الخدري إخوانا على سرر متقابلين في السرر وجهان: أحدهما: أنه جمع أسرة هم عليها.
الثاني: أنه جمع سرورهم فيه. وفي متقابلين خمسة أوجه: أحدها: متقابلين بالوجوه يرى بعضهم بعضا فلا يصرف طرفه عنه تواصلا وتحابيا ، قاله . مجاهد
الثاني: متقابلين بالمحبة والمودة ، لا يتفاضلون فيها ولا يختلفون ، قاله علي بن عيسى.
الثالث: متقابلين في المنزلة لا يفضل بعضهم فيها على بعض لاتفاقهم على الطاعة واستوائهم في الجزاء ، قاله أبو بكر بن زياد.
الرابع: متقابلين في الزيارة والتواصل ، قاله . قتادة
الخامس: متقابلين قد أقبلت عليهم الأزواج وأقبلوا عليهم بالود، حكاه القاسم.
[ ص: 163 ] قيل : إن هذه الآية نزلت في العشرة من قريش . وروي عن رضي الله عنه أنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا علي وطلحة منهم. قوله عز وجل: والزبير نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم سبب نزولها ما روي نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يضحكون ، فقال: (تضحكون وبين أيديكم الجنة والنار) فشق ذلك عليهم ، فأنزل الله تعالى: