ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون
[ ص: 208 ] قوله عز وجل: وألقوا إلى الله يومئذ السلم يحتمل وجهين: أحدهما: استسلامهم لعذابه ، وخضوعهم لعزه.
الثاني: إقرارهم بما كانوا ينكرون من طاعته. وضل عنهم ما كانوا يفترون يحتمل وجهين: أحدهما: وبطل ما كانوا يأملون.
الثاني: خذلهم ما كانوا به يستنصرون. قوله عز وجل: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب فيه وجهان: أحدهما: أن الزيادة هي عذاب الدنيا مع ما يستحق من عذاب الآخرة.
الثاني: أن أحد العذابين على كفرهم ، والعذاب الآخر على صدهم عن سبيل الله ومنعهم لغيرهم من الإيمان. بما كانوا يفسدون في الدنيا بالمعاصي.