قوله عز وجل: أفرأيت الذي كفر بآياتنا اختلف فيمن نزلت هذه الآية فيه على قولين: أحدهما: في العاص بن وائل السهمي ، قاله جابر وابن عباس ومجاهد.
الثاني: في الوليد بن المغيرة ، قاله الحسن. مالا وولدا قرأ حمزة والكسائي وولدا بضم الواو ، وقرأ الباقون بفتحها ، فاختلف في ضمها وفتحها على وجهين: أحدهما: أنهما لغتان معناهما واحد ، يقال ولد وولد ، وعدم وعدم ، وقال الحارث بن حلزة:
ولقد رأيت معاشرا قد ثمروا مالا وولدا
والثاني: أن قيسا تجعل الولد بالضم جميعا ، والولد بالفتح واحدا.
[ ص: 388 ] وفي قوله تعالى: لأوتين مالا وولدا وجهان: أحدهما: أنه أراد في الجنة استهزاء بما وعد الله على طاعته وعبادته ، قاله الكلبي.
الثاني: أنه أراد في الدنيا ، وهو قول الجمهور. وفيه وجهان محتملان: أحدهما: إن أقمت على دين آبائي وعبادة آلهتي لأوتين مالا وولدا.
الثاني: معناه لو كنت أقمت على باطل لما أوتيت مالا وولدا. أطلع الغيب يحتمل وجهين: أحدهما: معناه أعلم الغيب أنه سيؤتيه على كفره مالا وولدا.
الثاني: أعلم الغيب لما آتاه الله على كفره. أم اتخذ عند الرحمن عهدا فيه وجهان: أحدهما: يعني عملا صالحا قدمه ، قاله . قتادة
الثاني: قولا عهد به الله إليه ، حكاه قوله عز وجل: ابن عيسى. ونرثه ما يقول فيه وجهان: أحدهما: أن الله يسلبه ما أعطاه في الدنيا من مال وولد.
الثاني: يحرمه ما تمناه في الآخرة من مال وولد. ويأتينا فردا فيه وجهان: أحدهما: بلا مال ولا ولد.
الثاني: بلا ولي ولا ناصر.