سميا : لم يسم أحد بيحيى قبله ، وهذا شاهد على أن الأسامي السنع جديرة بالأثرة ، وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية ؛ لكونها أنبه وأنوه وأنزه عن النبز ، حتى قال القائل في مدح قوم [من الكامل ] :
سنع الأسامي مسبلي أزر حمر تمس الأرض بالهدب
وقال رؤبة للنسابة البكري -وقد سأله عن نسبه - : أنا ، فقال : قصرت وعرفت ، وقيل : مثلا وشبيها عن ابن العجاج ؛ كقوله : مجاهد هل تعلم له سميا [مريم : 65 ] ؛ وإنما قيل للمثل : "سمي " ؛ لأن كل متشاكلين يسمى كل واحد منهما باسم المثل والشبيه والشكل والنظير ، فكل واحد سمي لصاحبه ؛ ونحو : "يحيى" في أسمائهم : "يعمر ، ويعيش" إن كانت التسمية عربية ، وقد سموا بيموت أيضا- وهو يموت ابن المزرع ، قالوا : لم يكن له مثل في أنه لم يعص ولم يهم بمعصية قط ، وأنه ولد بين شيخ فان وعجوز عاقر ، وأنه كان حصورا .