أي : أكاد أخفيها فلا أقول هي آتية ؛ لفرط إرادتي إخفاءها ، ولولا ما في الإخبار بإتيانها مع تعمية وقتها من اللطف لما أخبرت به ، وقيل : معناه : أكاد أخفيها من نفسي ، ولا دليل في الكلام على هذا المحذوف ، ومحذوف لا دليل عليه مطرح ، والذي غرهم منه أن في مصحف : "أكاد أخفيها من نفسي " ، وفي بعض المصاحف : "أكاد أخفيها من نفسي فكيف أظهركم عليها " ، وعن أبي أبي الدرداء : "أخفيها " : بالفتح : من خفاه إذا أظهره ، أي : قرب إظهارها ؛ كقوله تعالى : وسعيد بن جبير اقتربت الساعة [القمر : 1 ] ، وقد جاء في بعض اللغات : "أخفاه " : بمعنى خفاه ؛ وبه فسر بيت امرئ القيس [من المتقارب ] :
فإن تدفنوا الداء لا نخفه وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
فـ "أكاد أخفيها" محتمل للمعنيين ، "لتجزى " : متعلق بآية ، بما تسعى : بسعيها .