[ ص: 77 ] واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى لنريك من آياتنا الكبرى
قيل لكل ناحيتين : جناحان ، كجناحي العسكر لمجنبتيه ، وجناحا الإنسان : جنباه ، والأصل المستعار منه جناحا الطائر ، سميا جناحين ، لأنه يجنحهما عند الطيران ، والمراد : إلى جنبك تحت العضد ؛ دل على ذلك قوله : "تخرج " ، السوء : الرداءة والقبح في كل شيء ، فكني به عن البرص كما كني عن العورة بالسوأة ، وكان جذيمة صاحب الزباء أبرص فكنوا عنه بالأبرش ، والبرص : أبغض شيء إلى العرب ، وبهم عنه نفرة عظيمة ، وأسماعهم لاسمه مجاجة ، فكان جديرا بأن يكنى عنه ، ولا نرى أحسن ولا ألطف ولا أحز للمفاصل من كنايات القرآن وآدابه ، يروى : أنه كان آدم فأخرج يده من مدرعته بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يعشي البصر ، "بيضاء " ، و "آية " : حالان معا ، و من غير سوء : " من" صلة لبيضاء ، كما تقول : ابيضت من غير سوء ، وفي نصب : "آية " : وجه آخر ، وهو : أن يكون بإضمار نحو : خذ ، ودونك ، وما أشبه ذلك ؛ حذف لدلالة الكلام ، وقد تعلق بهذا المحذوف ، "لنريك" أي : خذ هذه الآية أيضا- بعد قلب العصا حية لنريك بهاتين الآيتين بعض آياتنا الكبرى ، أو لنريك بهما الكبرى من آياتنا ، أو لنريك من آياتنا الكبرى فعلنا ذلك .