قال فما خطبك يا سامري قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي
الخطب : مصدر خطب الأمر إذا طلبه ، فإذا قيل لمن يفعل شيئا : ما خطبك ؟ فمعناه : ما طلبك له ؟ قرئ : بصرت بما لم يبصروا به بالكسر ، والمعنى : علمت ما لم تعلموه ، وفطنت ما لم تفطنوا له ، قرأ : "قبضة " : بضم القاف ، وهي اسم [ ص: 106 ] المقبوض ، كالغرفة والمضغة ، وأما القبضة فالمرة من القبض ، وإطلاقها على المقبوض من تسمية المفعول بالمصدر ، كضرب الأمير ، وقرأ -أيضا - : فقبصت قبصة ، بالصاد المهملة ، الضاد : بجميع الكف ، والصاد : بأطراف الأصابع ؛ ونحوهما : الخضم ، والقضم : الخاء بجميع الفم ، والقاف بمقدمه ، قرأ الحسن : "من أثر فرس الرسول " . ابن مسعود
فإن قلت : لم سماه الرسول دون جبريل وروح القدس ؟
قلت : حين حل ميعاد الذهاب إلى الطور ، أرسل الله إلى موسى جبريل راكبا حيزوم فرس الحياة ؛ ليذهب به ، فأبصره السامري فقال : إن لهذا شأنا ، فقبض قبضة من تربة موطئه ، فلما سأله موسى عن قصته قال : قبضت من أثر فرس المرسل إليك يوم حلول الميعاد ، ولعله لم يعرف أنه جبريل .