قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى
لما كان آدم وحواء -عليهما السلام- أصلي البشر ، والسببين اللذين منها نشؤوا وتفرعوا : جعلا كأنهما البشر في أنفسهما ، فخوطبا مخاطبتهم ، فقيل : فإما يأتينكم على لفظ الجماعة . ونظيره إسنادهم الفعل إلى السبب ، وهو في الحقيقة للمسبب ، " هدى " : كتاب وشريعة ، وعن : ضمن الله لمن اتبع القرآن أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ، ثم تلا قوله : ابن عباس فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، والمعنى : أن الشقاء في الآخرة هو عقاب من ضل في الدنيا عن طريق الدين فمن اتبع كتاب الله وامتثل أوامره وانتهى عن نواهيه نجا من الضلال ومن عقابه .