أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون
سلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك ، ونهى عن الاستعجال بعذابهم والجزع من تأخيره ، وقرئ : "يمدهم" و"يسارع " ، و"يسرع " : بالياء ، والفاعل : الله -سبحانه وتعالى- ويجوز في : يسارع ، ويسرع : أن يتضمن ضمير الممد به ، ويسارع ، مبنيا للمفعول ، والمعنى : أن هذا الإمداد ليس إلا استدراجا لهم إلى المعاصي ، واستجرارا إلى زيادة الإثم ، وهم يحسبونه مسارعة لهم في الخيرات ، وفيما لهم فيه نفع وإكرام ، ومعاجلة بالثواب قبل [ ص: 236 ] وقته ، ويجوز أن يراد في جزاء الخيرات كما يفعل بأهل الخير من المسلمين ، و " بل " : استدراك ؛ لقوله : "أيحسبون " ، يعني : بل هم أشباه البهائم لا فطنة بهم ولا شعور ، حتى يتأملوا ويتفكروا في ذلك : أهو استدراج ، أم مسارعة في الخير ؟
فإن قلت : أين الراجع من خبر أن لها اسمها إذا لم يستكن فيه ضميره ؟
قلت : هو محذوف تقديره : نسارع به ، ويسارع به ، ويسارع الله به ، كقوله : إن ذلك من عزم الأمور [الشورى : 43 ] ، أي : إن ذلك منه ؛ وذلك لاستطالة الكلام مع أمن الإلباس .