أراد : آية ملجئة إلى الإيمان قاصرة عليه . "فظلت" معطوف على الجزاء الذي هو ننزل ؛ لأنه لو قيل : أنزلنا ، لكان صحيحا . ونظيره : فأصدق وأكن ، كأنه قيل : أصدق . وقد قرئ : "لو شئنا لأنزلنا " . وقرئ : "فتظل أعناقهم " . فإن قلت : كيف صح مجيء خاضعين خبرا عن الأعناق ؟ قلت : أصل الكلام : فظلوا لها خاضعين . فأقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع ، وترك الكلام على أصله ، كقوله : ذهبت أهل اليمامة ، كأن الأهل غير مذكور . أو لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل : خاضعين ، كقوله تعالى : لي ساجدين [يوسف : 4 ] وقيل أعناق الناس : رؤساؤهم ومقدموهم ، شبهوا بالأعناق كما قيل لهم هم الرءوس والنواصي والصدور ، قال [من البسيط ] :
[ ص: 377 ]
في محفل من نواصي الناس مشهود
وقيل : جماعات الناس . يقال : جاءنا عنق من الناس لفوج منهم . وقرئ : "فظلت أعناقهم لها خاضعة " . وعن -رضي الله عنهما - : نزلت هذه الآية فينا وفي ابن عباس بني أمية . قال : ستكون لنا عليهم الدولة ، فتذل لنا أعناقهم بعد صعوبة ، ويلحقهم هوان بعد عزة .