nindex.php?page=treesubj&link=28999_31907_31913nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون nindex.php?page=treesubj&link=28999_31907_32410_32412_33678_34402nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون
التحريم : استعارة للمنع ؛ لأن من حرم عليه الشيء فقد منعه . ألا ترى إلى قولهم : محظور . وحجر ، وذلك لأن الله منعه أن يرضع ثديا ، فكان لا يقبل ثدي مرضع قط ، حتى أهمهم ذلك ، والمراضع : جمع مرضع ، وهي المرأة التي ترضع . أو جمع مرضع ، وهو موضع الرضاع يعني الثدي أو الرضاع
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12من قبل من قبل قصصها أثره . روي أنها لما قالت :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وهم له ناصحون قال
هامان : إنها لتعرفه وتعرف أهله ، فقالت : إنما أردت وهم للملك ناصحون والنصح : إخلاص العمل من شائب الفساد ، فانطلقت إلى أمها بأمرهم ، فجاءت بها والصبي على يد
فرعون يعلله شفقة عليه وهو يبكي يطلب الرضاع ، فحين وجد ريحها استأنس والتقم ثديها ، فقال لها
فرعون : ومن أنت منه فقد أبى كل ثدي إلا ثديك ؟ قالت : إني امرأة طيبة الريح طيبة اللبن ، لا أوتى بصبي إلا قبلني ،
[ ص: 487 ] فدفعه إليها وأجرى عليها ، وذهبت به إلى بيتها ، وأنجز الله وعده في الرد ، فعندها ثبت واستقر في علمها أن سيكون نبيا . وذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13ولتعلم أن وعد الله حق يريد : وليثبت علمها ويتمكن . فإن قلت : كيف حل لها أن تأخذ الأجر إلى إرضاع ولدها ؟ قلت : ما كانت تأخذه على أنه أجر على الرضاع ، ولكنه مال حربي كانت تأخذه على وجه الاستباحة . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13ولكن أكثرهم لا يعلمون داخل تحت علمها . المعنى : لتعلم أن وعد الله حق ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أنه حق فيرتابون . ويشبه التعريض بما فرط منها حين سمعت بخبر
موسى ، فجزعت وأصبح فؤادها فارغا يروى أنها حين ألقت التابوت في اليم جاءها الشيطان فقال لها : يا
أم موسى ، كرهت أن يقتل
فرعون موسى فتؤجري ، ثم ذهبت فتوليت قتله ، فلما أتاها الخبر بأن
فرعون أصابه قالت : وقع في يد العدو ، فنسيت وعد الله . ويجوز أن يتعلق
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13 "ولكن" بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13 "ولتعلم" ومعناه : أن الرد إنما كان لهذا الغرض الديني ، وهو علمها بصدق وعد الله . ولكن الأكثر لا يعلمون بأن هذا هو الغرض الأصلي الذي ما سواه تبع له : من قرة العين وذهاب الحزن .
nindex.php?page=treesubj&link=28999_31907_31913nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28999_31907_32410_32412_33678_34402nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ
التَّحْرِيمُ : اسْتِعَارَةٌ لِلْمَنْعِ ؛ لِأَنَّ مَنْ حَرُمَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ فَقَدْ مَنَعَهُ . أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِمْ : مَحْظُورٌ . وَحِجْرٌ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ مَنَعَهُ أَنْ يَرْضَعَ ثَدْيًا ، فَكَانِ لَا يَقْبَلُ ثَدْيَ مُرْضِعٍ قَطُّ ، حَتَّى أَهَمَّهُمْ ذَلِكَ ، وَالْمَرَاضِعُ : جَمْعٌ مُرْضِعٍ ، وَهِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي تُرْضِعُ . أَوْ جَمْعُ مَرْضَعٍ ، وَهُوَ مَوْضِعُ الرَّضَاعِ يَعْنِي الثَّدْيَ أَوِ الرِّضَاعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12مِنْ قَبْلُ مِنْ قَبْلِ قَصَصِهَا أَثَرَهُ . رُوِيَ أَنَّهَا لَمَّا قَالَتْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=12وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ قَالَ
هَامَانُ : إِنَّهَا لَتَعْرِفُهُ وَتَعْرِفُ أَهْلَهُ ، فَقَالَتْ : إِنَّمَا أَرْدْتُ وَهُمْ لِلْمَلِكِ نَاصِحُونَ وَالنُّصْحُ : إِخْلَاصُ الْعَمَلِ مِنْ شَائِبِ الْفَسَادِ ، فَانْطَلَقَتْ إِلَى أُمِّهَا بِأَمْرِهِمْ ، فَجَاءَتْ بِهَا وَالصَّبِيُّ عَلَى يَدِ
فِرْعَوْنَ يُعَلِّلُهُ شَفَقَةً عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْكِي يَطْلُبُ الرِّضَاعَ ، فَحِينَ وَجَدَ رِيحَهَا اسْتَأْنَسَ وَالْتَقَمَ ثَدْيَهَا ، فَقَالَ لَهَا
فِرْعَوْنُ : وَمَنْ أَنْتِ مِنْهُ فَقَدْ أَبَى كُلَّ ثَدْيٍ إِلَّا ثَدْيَكِ ؟ قَالَتْ : إِنِّي امْرَأَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ طَيِّبَةُ اللَّبَنِ ، لَا أُوتَى بِصَبِيٍّ إِلَّا قَبِلَنِي ،
[ ص: 487 ] فَدَفَعَهُ إِلَيْهَا وَأَجْرَى عَلَيْهَا ، وَذَهَبَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِهَا ، وَأَنْجَزَ اللَّهُ وَعْدَهُ فِي الرَّدِّ ، فَعِنْدَهَا ثَبَتَ وَاسْتَقَرَّ فِي عِلْمِهَا أَنْ سَيَكُونُ نَبِيًّا . وَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ يُرِيدُ : وَلِيَثْبُتَ عِلْمُهَا وَيَتَمَكَّنَ . فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ حَلَّ لَهَا أَنْ تَأْخُذَ الْأَجْرَ إِلَى إِرْضَاعِ وَلَدِهَا ؟ قُلْتُ : مَا كَانَتْ تَأْخُذُهُ عَلَى أَنَّهُ أَجْرٌ عَلَى الرِّضَاعِ ، وَلَكِنَّهُ مَالُ حَرْبِيٍّ كَانَتْ تَأْخُذُهُ عَلَى وَجْهِ الِاسْتِبَاحَةِ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ دَاخِلٌ تَحْتَ عِلْمِهَا . الْمَعْنَى : لِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ حَقٌّ فَيَرْتَابُونَ . وَيُشْبِهُ التَّعْرِيضَ بِمَا فَرَطَ مِنْهَا حِينَ سَمِعَتْ بِخَبَرِ
مُوسَى ، فَجَزِعَتْ وَأَصْبَحَ فُؤَادُهَا فَارِغًا يُرْوَى أَنَّهَا حِينَ أَلْقَتِ التَّابُوتَ فِي الْيَمِّ جَاءَهَا الشَّيْطَانُ فَقَالَ لَهَا : يَا
أُمَّ مُوسَى ، كَرِهْتِ أَنْ يَقْتُلَ
فِرْعَوْنُ مُوسَى فَتُؤْجَرِي ، ثُمَّ ذَهَبْتِ فَتَوَلَّيْتِ قَتْلَهُ ، فَلَمَّا أَتَاهَا الْخَبَرُ بِأَنَّ
فِرْعَوْنَ أَصَابَهُ قَالَتْ : وَقَعَ فِي يَدِ الْعَدُوِّ ، فَنَسِيَتْ وَعْدَ اللَّهِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13 "وَلَكِنَّ" بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=13 "وَلِتَعْلَمَ" وَمَعْنَاهُ : أَنَّ الرَّدَّ إِنَّمَا كَانَ لِهَذَا الْغَرَضِ الدِّينِيِّ ، وَهُوَ عِلْمُهَا بِصِدْقِ وَعْدِ اللَّهِ . وَلَكِنَّ الْأَكْثَرَ لَا يَعْلَمُونَ بِأَنَّ هَذَا هُوَ الْغَرَضُ الْأَصْلِيُّ الَّذِي مَا سِوَاهُ تَبَعٌ لَهُ : مِنْ قُرَّةِ الْعَيْنِ وَذَهَابِ الْحُزْنِ .