ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين
اختصر الطريق إلى الغرض بأن أدرج تحت ذكر الانتصار والنصر ذكر الفريقين ، وقد أخلى الكلام أولا عن ذكرهما . وقوله : وكان حقا علينا نصر المؤمنين تعظيم للمؤمنين [ ص: 585 ] ورفع من شأنهم ، وتأهيل لكرامة سنية ، وإظهار لفضل سابقة ومزية ، حيث جعلهم مستحقين على الله أن ينصرهم ، مستوجبين عليه أن يظهرهم ويظفرهم ، وقد يوقف على "حقا " . ومعناه : وكان الانتقام منهم حقا ، ثم يبتدأ علينا نصر المؤمنين وعن النبي صلى الله عليه وسلم : وكان حقا علينا نصر المؤمنين . "ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة " . ثم تلا قوله تعالى :