ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون
"الساعة" القيامة ، سميت بذلك لأنها تقوم في آخر ساعة من الدنيا ، أو لأنها تقع بغتة وبديهة . كما تقول : "في ساعة" لمن تستعجله ، وجرت علما لها كالنجم للثريا ، والكوكب للزهرة . وأرادوا : لبثهم في الدنيا ، أو في القبور ، أو فيما بين فناء الدنيا إلى البعث . وفي الحديث : "ما بين فناء الدنيا إلى وقت البعث أربعون " . قالوا : لا [ ص: 588 ] نعلم أهي أربعون سنة أم أربعون ألف سنة ؟ وذلك وقت يفنون فيه وينقطع عذابهم ، وإنما يقدرون وقت لبثهم بذلك على وجه استقصارهم له . أو ينسون أو يكذبون أو يخمنون كذلك كانوا يؤفكون أي مثل ذلك الصرف كانوا يصرفون عن الصدق والتحقيق في الدنيا ، وهكذا كانوا يبنون أمرهم على خلاف الحق . أو مثل ذلك الإفك كانوا يؤفكون في الاغترار بما تبين لهم الآن أنه ما كان إلا ساعة .