nindex.php?page=treesubj&link=29003_30351_30362_34513nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=12ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون nindex.php?page=treesubj&link=29003_19881_30428_30454_30532nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين nindex.php?page=treesubj&link=29003_28760_30180_30431_30437_30531_30539nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=14فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا [ ص: 31 ] نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=12ولو ترى يجوز أن يكون خطابا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، وفيه وجهان : أن يراد به التمني ، كأنه قال : وليتك ترى ،
كقوله صلى الله عليه وسلم للمغيرة : "لو نظرت إليها " . والتمني لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، كما كان الترجي له في
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3لعلهم يهتدون ; لأنه تجرع منهم الغصص ومن عداوتهم وضرارهم ، فجعل الله له تمني أن يراهم على تلك الصفة الفظيعة من الحياء والخزي والغم ليشمت بهم ، وأن تكون لو الامتناعية قد حذف جوابها ، وهو : لرأيت أمرا فظيعا . أو : لرأيت أسوأ حال ترى . ويجوز : أن يخاطب به كل أحد ، كما تقول : فلان لئيم ، إن أكرمته أهانك ، وإن أحسنت إليه أساء إليك ، فلا تريد به مخاطبا بعينه ، فكأنك قلت : إن أكرم وإن أحسن إليه ، ولو وإذ كلاهما للمضي ، وإنما جاز ذلك ; لأن المترقب من الله بمنزلة الوجود المقطوع به في تحققه ، ولا يقدر لنرى ما يتناوله ، كأنه قيل : ولو تكون منكم الرؤية ، وإذ ظرف له . يستغيثون بقولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=12ربنا أبصرنا وسمعنا فلا يغاثون ، يعني : أبصرنا صدق وعدك ووعيدك وسمعنا منك تصديق رسلك . أو كنا عميا وصما فأبصرنا وسمعنا "فارجعنا " هي الرجعة إلى الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13لآتينا كل نفس هداها على طريق الإلجاء والقسر ، ولكننا بنينا الأمر على الاختيار دون الاضطرار ، فاستحيوا العمى على
[ ص: 32 ] الهدى ، فحقت كلمة العذاب على أهل العمى دون البصراء . ألا ترى إلى ما عقبه به من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=14فذوقوا بما نسيتم فجعل ذوق العذاب نتيجة فعلهم : من نسيان العاقبة ، وقلة الفكر فيها ، وترك الاستعداد لها . والمراد بالنسيان : خلاف التذكر ، يعني : أن الانهماك في الشهوات أذهلكم وألهاكم عن تذكر العاقبة وسلط عليكم نسيانها ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=14إنا نسيناكم على المقابلة ، أي : جازيناكم جزاء نسيانكم . وقيل : هو بمعنى الترك ، أي : تركتم الفكر في العاقبة ، فتركناكم من الرحمة . وفى استئناف قوله : "إنا نسيناكم " وبناء الفعل على إن واسمها تشديد في الانتقام منهم والمعنى : فذوقوا هذا أي ما أنتم فيه من نكس الرءوس والخزي والغم بسبب نسيان اللقاء ، وذوقوا العذاب المخلد في جهنم بسبب ما عملتم من المعاصي والكبائر الموبقة .
nindex.php?page=treesubj&link=29003_30351_30362_34513nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=12وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29003_19881_30428_30454_30532nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29003_28760_30180_30431_30437_30531_30539nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=14فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا [ ص: 31 ] نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=12وَلَوْ تَرَى يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خِطَابًا لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَفيهِ وَجْهَانِ : أَنْ يُرَادَ بِهِ التَّمَنِّي ، كَأَنَّهُ قَالَ : وَلَيْتَكَ تَرَى ،
كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُغِيرَةِ : "لَوْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا " . وَالتَّمَنِّي لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، كَمَا كَانَ التَّرَجِّي لَهُ في
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=3لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ; لِأَنَّهُ تَجَرَّعَ مِنْهُمُ الْغُصَصَ وَمِنْ عَدَاوَتِهِمْ وَضِرَارِهِمْ ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ تَمَنِّيَ أَنْ يَرَاهُمْ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ الْفَظِيعَةِ مِنَ الْحَيَاءِ وَالْخِزْيِ وَالْغَمِّ لِيَشْمَتَ بِهِمْ ، وَأَنْ تَكُونَ لَوِ الِامْتِنَاعِيَّةُ قَدْ حُذِفَ جَوَابُهَا ، وَهُوَ : لَرَأَيْتَ أَمْرًا فَظِيعًا . أَوْ : لَرَأَيْتَ أَسْوَأَ حَالٍ تُرَى . وَيَجُوزُ : أَنْ يُخَاطَبَ بِهِ كُلُّ أَحَدٍ ، كَمَا تَقُولُ : فُلَانٌ لَئِيمٌ ، إِنْ أَكْرَمْتَهُ أَهَانَكَ ، وَإِنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ أَسَاءَ إِلَيْكَ ، فَلَا تُرِيدُ بِهِ مُخَاطَبًا بِعَيْنِهِ ، فَكَأَنَّكَ قُلْتَ : إِنْ أُكْرِمَ وَإِنْ أُحْسِنَ إِلَيْهِ ، وَلَوْ وَإِذْ كِلَاهُمَا لِلْمُضِيِّ ، وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِكَ ; لِأَنَّ الْمُتَرَقَّبَ مِنَ اللَّهِ بِمَنْزِلَةِ الْوُجُودِ الْمَقْطُوعِ بِهِ في تَحَقُّقِهِ ، وَلَا يُقَدَّرُ لِنَرَى مَا يَتَنَاوَلُهُ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : وَلَوْ تَكُونُ مِنْكُمُ الرُّؤْيَةُ ، وَإِذْ ظَرْفٌ لَهُ . يَسْتَغِيثُونَ بِقَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=12رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَلَا يُغَاثُونَ ، يَعْنِي : أَبْصَرْنَا صِدْقَ وَعْدِكَ وَوَعِيدِكَ وَسَمْعِنَا مِنْكَ تَصْدِيقَ رُسُلِكَ . أَوْ كُنَّا عُمْيًا وَصُمًّا فَأَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا "فَارْجِعْنَا " هِيَ الرَّجْعَةُ إِلَى الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا عَلَى طَرِيقِ الْإِلْجَاءِ وَالْقَسْرِ ، وَلَكِنَّنَا بَنَيْنَا الْأَمْرَ عَلَى الِاخْتِيَارِ دُونَ الِاضْطِرَارِ ، فَاسْتَحْيَوُا الْعَمَى عَلَى
[ ص: 32 ] الْهُدَى ، فَحَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى أَهْلِ الْعَمَى دُونَ الْبُصَرَاءِ . أَلَا تَرَى إِلَى مَا عَقَّبَهُ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=14فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ فَجَعَلَ ذَوْقَ الْعَذَابِ نَتِيجَةَ فِعْلِهِمْ : مِنْ نِسْيَانِ الْعَاقِبَةِ ، وَقِلَّةِ الْفِكْرِ فيها ، وَتَرَكِ الِاسْتِعْدَادِ لَهَا . وَالْمُرَادُ بِالنِّسْيَانِ : خِلَافَ التَّذَكُّرِ ، يَعْنِي : أَنَّ الِانْهِمَاكَ في الشَّهَوَاتِ أَذْهَلَكُمْ وَأَلْهَاكُمْ عَنْ تَذَكُّرِ الْعَاقِبَةِ وَسَلَّطَ عَلَيْكُمْ نِسْيَانَهَا ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=14إِنَّا نَسِينَاكُمْ عَلَى الْمُقَابَلَةِ ، أَيْ : جَازَيْنَاكُمْ جَزَاءَ نِسْيَانِكُمْ . وَقِيلَ : هُوَ بِمَعْنَى التَّرْكِ ، أَيْ : تَرَكْتُمُ الْفِكْرَ في الْعَاقِبَةِ ، فَتَرَكْنَاكُمْ مِنَ الرَّحْمَةِ . وَفى اسْتِئْنَافِ قَوْلِهِ : "إِنَّا نَسِينَاكُمْ " وَبِنَاءِ الْفِعْلِ عَلَى إِنَّ وَاسْمِهَا تَشْدِيدٌ في الِانْتِقَامِ مِنْهُمْ وَالْمَعْنَى : فَذُوقُوا هَذَا أَيْ مَا أَنْتُمْ فيهِ مِنْ نَكْسِ الرُّءُوسِ وَالْخِزْيِ وَالْغَمِّ بِسَبَبِ نِسْيَانِ اللِّقَاءِ ، وَذُوقُوا الْعَذَابَ الْمُخَلَّدَ في جَهَنَّمَ بِسَبَبِ مَا عَمِلْتُمْ مِنَ الْمَعَاصِي وَالْكَبَائِرِ الْمُوبِقَةِ .