[ ص: 127 ] قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين
فهو يخلفه فهو يعوضه لا معوض سواه : إما عاجلا بالمال ، أو القناعة التي هي كنز لا ينفد . وإما آجلا بالثواب الذي كل خلف دونه . وعن : من كان عنده من هذا المال ما يقيمه فليقتصد ، فإن الرزق مقسوم ، ولعل ما قسم له قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه ، فينفق جميع ما في يده ثم يبقى طول عمره في فقر ، ولا يتأولن : وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ، فإن هذا في الآخرة . ومعنى الآية : وما كان من خلف فهو منه مجاهد خير الرازقين وأعلاهم رب العزة ، بأن كل ما رزق غيره : من سلطان يرزق جنده ، أو سيد يرزق عبده ، أو رجل يرزق عياله ، فهو من رزق الله ، أجراه على أيدي هؤلاء ، وهو خالق الرزق وخالق الأسباب التي بها ينتفع المرزوق بالرزق . وعن بعضهم : الحمد لله الذي أوجدني وجعلني ممن يشتهي ، فكم من مشته لا يجد ، وواجد لا يشتهي .