والحي إما أن يبدئ فعلا أو يعيده فإذا هلك لم يبق له إبداء ولا إعادة ، فجعلوا قولهم : لا يبدئ ولا يعيد مثلا في الهلاك . ومنه قول عبيد [من مخلع البسيط ] :
أقفر من أهله عبيد فاليوم لا يبدي ولا يعيد
[ ص: 132 ] والمعنى : جاء الحق وهلك الباطل ، كقوله تعالى : جاء الحق وزهق الباطل وعن -رضي الله عنه - : ابن مسعود مكة وحول الكعبة ثلثمائة وستون صنما ، فجعل يطعنها بعود نبعة ويقول : "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " ، دخل النبي صلى الله عليه وسلم جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد . والحق : القرآن . وقيل : الإسلام . وقيل : السيف . وقيل : الباطل : إبليس لعنه الله ، أي : ما ينشئ خلقا ولا يعيده ، المنشئ والباعث : هو الله تعالى . وعن : لا يبدئ لأهله خيرا ولا يعيده ، أي : لا ينفعهم في الدنيا والآخرة . وقال الحسن : أي شيء ينشئ إبليس ويعيده ، فجعله للاستفهام . وقيل للشيطان : الباطل ; لأنه صاحب الباطل ، أو لأنه هالك كما قيل له : الشيطان من شاط إذا هلك . الزجاج