إلا عباد الله ولكن عباد الله ، على الاستثناء المنقطع . فسر بالفواكه ، وهي كل ما يتلذذ به ولا يتقوت لحفظ الصحة ، يعني أن رزقهم كله فواكه ، لأنهم مستغنون عن حفظ الصحة بالأقوات ، بأنهم أجسام محكمة مخلوقة للأبد ، فكل ما يأكلونه يأكلونه على سبيل التلذذ ، ويجوز أن يراد : رزق معلوم منعوت بخصائص خلق عليها : من طيب طعم ، ورائحة ، ولذة ، وحسن منظر . وقيل : معلوم الوقت ، كقوله : الرزق المعلوم ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا [مريم : 62 ] وعن : الرزق المعلوم الجنة ، وقوله : قتادة في جنات يأباه ، وقوله : وهم مكرمون هو الذي يقوله وعن العلماء في حد الثواب على سبيل المدح والتعظيم ، وهو من أعظم ما يجب أن تتوق إليه نفوس ذوي الهمم ، كما أن من أعظم ما يجب أن تنفر عنه نفوسهم هوان أهل النار وصغارهم .
التقابل : أتم للسرور وآنس . وقيل : لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض .
ويقال للزجاجة فيها الخمر : كأس ، وتسمى الخمر نفسها كأسا ، قال [من المتقارب ] :
وكأس شربت على لذة
[ ص: 209 ] وعن : كل كأس في القرآن فهي الخمر ، وكذا في تفسير الأخفش ابن عباس من معين من شراب معين ، أو من نهر معين ، وهو الجاري على وجه الأرض ، الظاهر للعيون ، وصف بما يوصف به الماء ; لأنه يجري في الجنة في أنهار كما يجري الماء ، قال الله تعالى : وأنهار من خمر [محمد : 15 ] "بيضاء " صفة للكأس "لذة " إما أن توصف باللذة كأنها نفس اللذة وعينها ، أو هي تأنيث اللذة ، يقال : لذ الشيء فهو لذ ولذيذ . ووزنه : فعل ، كقولك : رجل طب ، قال [من الطويل ] :
ولذ كطعم الصرخدي تركته بأرض العدا من خشية الحدثان
يريد النوم . الغول : لمن غاله يغوله غولا ، إذا أهلكه وأفسده . ومنه : الغول الذي في تكاذيب العرب . وفى أمثالهم : الغضب غول الحلم ، و "ينزفون " على البناء للمفعول ، من نزف الشارب إذا ذهب عقله . ويقال للسكران : نزيف ومنزوف . ويقال للمطعون : نزف فمات إذا خرج دمه كله ، ونزحت الركية حتى نزفتها : إذا لم تترك فيها ماء ، وفى أمثالهم : "أجبن من المنزوف ضرطا " . وقرئ : (ينزفون ) أنزف الشارب إذا ذهب عقله أو شرابه . قال [من الطويل ] :
لعمري لئن أنزفتمو أو صحوتمو لبئس الندامى كنتمو آل أبجرا
[ ص: 210 ] ومعناه : صار ذا نزف . ونظيره : أقشع السحاب ، وقشعته الريح ، وأكب الرجل وكببته ، وحقيقتهما : دخلا في القشع والكب . وفى قراءة : وينزفون : بضم الزاي ، من نزف ينزف كقرب يقرب ، إذا سكر . والمعنى : لا فيها فساد قط من أنواع الفساد التي تكون في شرب الخمر من مغص أو صداع أو خمار أو عربدة أو لغو أو تأثيم أو غير ذلك ، ولا هم يسكرون ، وهو أعظم مفاسدها فأفرزه وأفرده بالذكر : طلحة بن مصرف قاصرات الطرف قصرن أبصارهن على أزواجهن ، لا يمددن طرفا إلى غيرهم ، كقوله تعالى : "عربا " [الواقعة : 37 ] والعين : النجل العيون شبههن ببيض النعام المكنون في الأداحي ، وبها تشبه العرب النساء وتسميهن بيضات الخدور .