[ ص: 651 ] سورة القمر
مكية [إلا الآيات 44 و 45 و 46 فمدنية]
وآياتها 55 [نزلت بعد الطارق]
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر
انشقاق القمر من آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعجزاته النيرة. عن رضي الله عنه: أنس بن مالك وكذا عن أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر مرتين. ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال وابن مسعود : انفلق فلقتين فلقة ذهبت وفلقة بقيت. [ ص: 652 ] [ ص: 653 ] وقال ابن عباس : رأيت حراء بين فلقتي القمر. وعن بعض الناس: أن معناه ينشق يوم القيامة. وقوله: ابن مسعود وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر يرده، [ ص: 654 ] وكفى به رادا، وفى قراءة حذيفة : (وقد انشق القمر) أي: اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها أن القمر قد انشق، كما تقول: أقبل الأمير وقد جاء المبشر بقدومه. وعن حذيفة أنه خطب بالمدائن ثم قال: ألا إن الساعة قد اقتربت وإن القمر قد انشق على عهد نبيكم. مستمر: دائم مطرد، وكل شيء قد انقادت طريقته ودامت حاله، قيل فيه: قد استمر. لما رأوا تتابع المعجزات وترادف الآيات، قالوا: هذا سحر مستمر. وقيل: مستمر قوي محكم، من قولهم: استمر مريره. وقيل: هو من استمر الشيء إذا اشتدت مرارته، أي: مستبشع عندنا، مر على لهواتنا، لا نقدر أن نسيغه كما لا يساغ المر الممقر. وقيل: مستمر مار، ذاهب يزول ولا يبقى، تمنية لأنفسهم وتعليلا. وقرئ: (وإن يروا) واتبعوا أهواءهم وما زين لهم الشيطان من دفع الحق بعد ظهوره وكل أمر مستقر أي: كل أمر لا بد أن يصير إلى غاية يستقر عليها، وإن أمر محمد سيصير إلى غاية يتبين عندها أنه حق، أو باطل وسيظهر لهم عاقبته، أو وكل أمر من أمرهم وأمره مستقر، أي: سيثبت ويستقر على حالة خذلان أو نصرة في الدنيا، وشقاوة أو سعادة في الآخرة. وقرئ: بفتح القاف، يعني "كل أمر ذو مستقر" أي: ذو استقرار، أو ذو موضع استقرار، أو زمان استقرار. وعن : "مستقر" بكسر القاف والجر عطفا على الساعة، أي: اقتربت الساعة واقترب كل أمر مستقر يستقر ويتبين حاله. أبي جعفر