[ ص: 346 ]  [سورة البروج] 
مكية، وآياتها 22 [نزلت بعد الشمس] 
بسم الله الرحمن الرحيم 
والسماء ذات البروج   واليوم الموعود   وشاهد ومشهود   
هي البروج الاثنا عشر، وهي قصور السماء على التشبيه. وقيل: البروج  النجوم التي هي منازل القمر. وقيل: عظام الكواكب. سميت بروجا لظهورها. وقيل: أبواب السماء واليوم الموعود  يوم القيامة وشاهد ومشهود  يعني وشاهد في ذلك اليوم ومشهود فيه. والمراد بالشاهد: من يشهد فيه من الخلائق كلهم; وبالمشهود: ما في ذلك اليوم من عجائبه. وطريق تنكيرهما: إما ما ذكرته في قوله: علمت نفس ما أحضرت   [التكوير: 14]. كأنه قيل: وما أفرطت كثرته من شاهد ومشهود. وإما الإبهام في الوصف، كأنه قيل: وشاهد مشهود لا يكتنه وصفهما. وقد اضطربت أقاويل المفسرين فيهما; فقيل: الشاهد والمشهود: محمد  صلى الله عليه وسلم، ويوم القيامة. وقيل: عيسى  وأمته. لقوله: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم   [المائدة: 117]. وقيل: أمة محمد  ، وسائر الأمم. وقيل: يوم التروية، ويوم عرفة، وقيل: يوم عرفة، ويوم الجمعة. وقيل: الحجر الأسود والحجيج. وقيل: الأيام والليالي وبنو آدم. وعن  الحسن   : ما من يوم إلا وينادي: إني يوم جديد وإني على ما يعمل في شهيد; فاغتنمني، فلو غابت شمس لم تدركني إلى يوم القيامة; وقيل: الحفظة وبنو آدم. وقيل: الأنبياء ومحمد  عليه الصلاة والسلام. 
				
						
						
