nindex.php?page=treesubj&link=28975_19059_29778_30532_31048_31931_31951_32423_32429_32431_33678nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نـزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47أن نطمس وجوها : أي : نمحو تخطيط صورها ، من عين وحاجب وأنف وفم ،
[ ص: 89 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47فنردها على أدبارها فنجعلها على هيئة أدبارها ، وهي الأقفاء مطموسة مثلها ، والفاء للتسبيب ، وإن جعلتها للتعقيب على أنهم توعدوا بعقابين ، أحدهما عقيب الآخر ، ردها على أدبارها بعد طمسها; فالمعنى أن نطمس وجوها فننكسها ، الوجوه إلى خلف ، والإقفاء إلى قدام ، ووجه آخر : وهو أن يراد بالطمس القلب والتغيير ، كما طمس أموال القبط فقلبها حجارة ، وبالوجوه : رؤوسهم ووجهاؤهم أي : من قبل أن نغير أحوال وجهائهم ، فنسلبهم إقبالهم ووجاهتهم ونكسوهم صغارهم وإدبارهم أو نردهم إلى حيث جاءوا منه ، وهي :
أذرعات الشام ، يريد : إجلاء بني النضير . فإن قلت : لمن الراجع في قوله : "أو نلعنهم"؟ قلت : للوجوه إن أريد الوجهاء ، أو لأصحاب الوجوه; لأن المعنى من قبل أن نطمس وجوه قوم أو يرجع إلى "الذين أوتوا الكتاب" على طريقة الالتفات
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47أو نلعنهم : أو نجزيهم بالمسخ ، كما مسخنا أصحاب السبت . فإن قلت : فأين وقوع الوعيد ؟ قلت : هو مشروط بالإيمان ، وقد آمن منهم ناس ، وقيل : هو منتظر ، ولا بد من طمس ومسخ لليهود قبل يوم القيامة ، ولأن الله عز وجل أوعدهم بأحد الأمرين ، بطمس وجوه منهم ، أو بلعنهم فإن الطمس تبديل أحوال رؤسائهم ، أو إجلائهم إلى
الشام ، فقد كان أحد الأمرين وإن كان غيره فقد حصل اللعن . فإنهم ملعونون بكل لسان ، والظاهر اللعن المتعارف دون المسخ ألا ترى إلى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=60قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير [المائدة : 60]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47وكان أمر الله مفعولا : فلا بد أن يقع أحد الأمرين إن لم يؤمنوا .
nindex.php?page=treesubj&link=28975_19059_29778_30532_31048_31931_31951_32423_32429_32431_33678nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَـزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا : أَيْ : نَمْحُوَ تَخْطِيطَ صُوَرِهَا ، مِنْ عَيْنٍ وَحَاجِبٍ وَأَنْفٍ وَفَمٍ ،
[ ص: 89 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا فَنَجْعَلَهَا عَلَى هَيْئَةِ أَدْبَارِهَا ، وَهِيَ الْأَقْفَاءُ مَطْمُوسَةٌ مِثْلُهَا ، وَالْفَاءُ لِلتَّسْبِيبِ ، وَإِنْ جَعَلْتَهَا لِلتَّعْقِيبِ عَلَى أَنَّهُمْ تُوُعِّدُوا بِعِقَابَيْنِ ، أَحَدُهُمَا عَقِيبَ الْآخَرِ ، رَدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا بَعْدَ طَمْسِهَا; فَالْمَعْنَى أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنُنَكِّسَهَا ، الْوُجُوهُ إِلَى خَلْفٍ ، وَالْإِقْفَاءُ إِلَى قُدَّامٍ ، وَوَجْهٌ آخَرُ : وَهُوَ أَنْ يُرَادَ بِالطَّمْسِ الْقَلْبُ وَالتَّغْيِيرُ ، كَمَا طَمَسَ أَمْوَالَ الْقِبْطِ فَقَلَبَهَا حِجَارَةً ، وَبِالْوُجُوهِ : رُؤُوسُهُمْ وَوُجَهَاؤُهُمْ أَيْ : مِنْ قَبْلِ أَنْ نُغَيِّرَ أَحْوَالَ وُجَهَائِهِمْ ، فَنَسْلُبَهُمْ إِقْبَالَهُمْ وَوَجَاهَتَهُمْ وَنَكْسُوهُمْ صَغَارَهُمْ وَإِدْبَارَهُمْ أَوْ نَرُدَّهُمْ إِلَى حَيْثُ جَاءُوا مِنْهُ ، وَهِيَ :
أَذَرِعَاتُ الشَّامِ ، يُرِيدُ : إِجْلاءَ بَنِي النَّضِيرِ . فَإِنْ قُلْتَ : لِمَنِ الرَّاجِعُ فِي قَوْلِهِ : "أَوْ نَلْعَنَهُمْ"؟ قُلْتُ : لِلْوُجُوهِ إِنْ أُرِيدَ الْوُجَهَاءُ ، أَوْ لِأَصْحَابِ الْوُجُوهِ; لِأَنَّ الْمَعْنَى مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهَ قَوْمٍ أَوْ يَرْجِعُ إِلَى "الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ" عَلَى طَرِيقَةِ الالْتِفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47أَوْ نَلْعَنَهُمْ : أَوْ نَجْزِيَهُمْ بِالْمَسْخِ ، كَمَا مَسَخْنَا أَصْحَابَ السَّبْتِ . فَإِنْ قُلْتَ : فَأَيْنَ وُقُوعُ الْوَعِيدِ ؟ قُلْتُ : هُوَ مَشْرُوطٌ بِالْإِيمَانِ ، وَقَدْ آمَنَ مِنْهُمْ نَاسٌ ، وَقِيلَ : هُوَ مُنْتَظَرٌ ، وَلا بُدَّ مِنْ طَمْسٍ وَمَسْخٍ لِلْيَهُودِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْعَدَهُمْ بِأَحَدِ الْأَمْرَيْنِ ، بِطَمْسِ وُجُوهٍ مِنْهُمْ ، أَوْ بِلَعْنِهِمْ فَإِنَّ الطَّمْسَ تَبْدِيلُ أَحْوَالِ رُؤَسَائِهِمْ ، أَوْ إِجْلائِهِمْ إِلَى
الشَّامِ ، فَقَدْ كَانَ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ وَإِنْ كَانَ غَيْرَهُ فَقَدْ حَصَلَ اللَّعْنُ . فَإِنَّهُمْ مَلْعُونُونَ بِكُلِّ لِسَانٍ ، وَالظَّاهِرُ اللَّعْنُ الْمُتَعَارَفُ دُونَ الْمَسْخِ أَلا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=60قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْ لَعَنَهُ اللَّهِ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ [الْمَائِدَةِ : 60]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا : فَلا بُدَّ أَنْ يَقَعَ أَحَدُ الْأَمْرَيْنِ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا .