وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا
( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ) الضمير يحتمل الوجهين لأن هذا لما كان مقولا فيما بين الناس جاز أن ينسب إليهم .
( لقد جئتم شيئا إدا ) على الالتفات للمبالغة في الذم والتسجيل عليهم بالجراءة على الله تعالى ، والإد بالفتح والكسر العظيم المنكر والإدة الشدة وأدني الأمر ، وآدني أثقلني وعظم علي .
( تكاد السماوات ) وقرأ نافع والكسائي بالياء . ( يتفطرن منه ) يتشققن مرة بعد أخرى ، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة وأبو بكر «ينفطرن » ، والأول أبلغ لأن التفعل مطاوع فعل والانفعال مطاوع فعل ولأن أصل التفعل التكلف . ( ويعقوب وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ) تهد هدا أو مهدودة ، أو لأنها تهد أي تكسر وهو تقرير لكونه أدا ، والمعنى : أن هول هذه الكلمة وعظمها بحيث لو تصورت بصورة محسوسة لم تتحملها هذه الأجرام العظام وتفتت من شدتها ، أو أن فظاعتها مجلبة لغضب الله بحيث لولا حلمه لخرب العالم وبدد قوائمه غضبا على من تفوه بها .